أقلامهم

دخل علي الراشد الحكومة فتغير نهجها وأصبحت التكتيكات فوق الطاولة لاتحتها.. هذا مايراه سعود السبيعي

بطولات دون ثمن


سعود السبيعي


لا أدري لماذا أشعر بوجود وزير الدولة علي الراشد خلف الحراك الحكومي في الآونة الأخيرة، اني أشعر بأنفاسه وأرى بصماته في مسرح كل حدث رغم حرصه على إخفاء آثار وجوده فلا تدري يده اليسرى ما أنجزت يده اليمنى، فالنهج الحكومي بدأ يأخذ طابع المواجهة والتكتيكات أصبحت فوق الطاولة لا تحتها، دخل علي الراشد الحكومة فتغيرت الحسبة فلم يعد من المجدي التحرش بالحكومة دون دفع الثمن، فلا توجد بطولة دون مقابل مثلما كان عليه الأمر في السابق حينما كانت الحكومة «مخبازة مطبازة» تهدي البطولات لمن يشاء وكيف يشاء وتتحمل هي وحدها كلفة المعركة ودفع تكاليف الجرحى وتعويض صاحب المقهى، بينما غيرها محمول على الأكتاف يحصد تصفيق الجمهور دون تحمل أدنى مسؤولية فالورقة ورقة الحكومة والقلم قلم الحكومة ولا يوجد بطل يدفع من جيبه فالربح مضمون والخسارة معدومة فكيف لا تتحقق البطولة بهذه السهولة؟! لذلك أدرك البعض هذه الحقيقة واستغل سماحة ـ أو ربما سذاجة ـ الحكومة وراهن على تأدبها فحقق من المكاسب الشخصية ما لا يستحق دون أن تدرك الحكومة أن التأدب مع من لا يستحق مهانة وضعف، فهكذا يفسر المجتمع الكويتي كل من يجنح إلى السلم ويؤثر السلامة فمجتمعنا ينبذ شخصية المسالم المؤدب ويعشق شخصية المشاكس الشرير، فمازالت أدوار فريد شوقي ومحمود المليجي الشريرة تلهب خياله وتحكم تصرفاته فضلا عن الموروث الشعبي الذي يبرز صورة ذهنية جميلة للمشاغبين فتوات الحارة.
لذلك نجح هذا الأسلوب سياسيا في أوساط النواب بينما الوزراء أخذوا دور من يدفع الإتاوات للفتوات خوفا من الطعن بالمطواة «قرن الغزال» ولكن يبدو أن دوام الحال من المحال فلم يعد هناك مجال لممارسة هذا الأسلوب النيابي فأصبحت الحكومة هي من تمارس دور الفتوة وتسلح النواب بالمطاوي والعصي وطبقوا قانون حمورابي: السن بالسن والبادي أظلم والعهد الذي بيننا وبينهم الدستور، ولعل العدوى انتقلت أيضا إلى بعض النواب المسالمين، فهذه النائبة د.سلوى الجسار شمرت عن ذراعيها وبدأت تداحر وتناحر كل من يرمقها بنظره، والنائب الخلوق علي العمير أخرج المطواة قبل أيام على النائب خالد الطاحوس، وعدنان عبدالصمد برز متحديا النائب مسلم البراك، فالمعادلة تغيرت والمشهد السياسي بدأ يأخذ منحى آخر فأظهر كل ذي مخلب مخلبه وكل ذي ناب نابه «ومن لا يعيل تجيه عياله»، وجاء هذا التغيير متزامنا مع دخول علي الراشد في الحكومة فهل يستطيع «بوفيصل» إدخال نهج جديد وتحقيق إنجازات وطنية؟! هذا هو العشم فهو لا يخشى في الحق لومة لائم ولا صرخة فتوة غاشم.