رياضة

الأرجنتين يبحث عن إعادة ثقة الجماهير فيه
كوبا أمريكا .. تاريخ حافل في أعرق بطولات كرة القدم

شكّل تعادل الأرجنتين في افتتاحية مباريات “كوبا أمريكا” صدمة كبيرة للجماهير الأرجنتينية التي لطالما افتقدت هذه البطولة التي تحمل الرقم القياسي بإحرازها مناصفة مع الأوروجواي برصيد 14 بطولة، ولكنها تغيب عن خزائن الأرجنتين منذ 18 عاماً، وتحديداً في عام 1993، مع مدربهم المخضرم “الفيو باسيل” الذي أحرز بطولة كوبا أمريكا مرتين متتاليتين (1991، 1993)، وتعتبر هذه البطولة من أعرق وأقدم البطولات في تاريخ منافسات المنتخبات.

واستطاعت بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) بالحفاظ على كبريائها ومكانتها ضمن أبرز بطولات الساحرة المستديرة، نظراً لمشاركة أفضل وأبرز لاعبي العالم في منافسات هذه البطولة.

وينتظر المتابعون الرياضيون بشغف سحر الكرة اللاتينية بمتابعة أعرق منتخبي في العالم، وهما البرازيل والأرجنتين، ويشكل ظهور “ميسي” الباهت في المباراة الافتتاحية سقطة كبيرة له، ودعواته لتهدئة الجماهير لن تنفع في حال لم يقدم ما يليق بأسمه وإنجازاته مع برشلونة، وعلى الطرف الآخر وبصفته المنافس الأقوى على البطولة ، وهو البرازيل، فتشكيلته في هذه البطولة تتسم بالحيوية والعناصر الشابة البارزة، وسيسعى الكثير من لاعبي السامبا لتسويق أنفسهم للأندية الأوروبية التي تبعث كشافيها لمراقبة المواهب الصاعدة.

وصرح المدرب الأرجنتيني الشهير “لويس سيزار مينوتي” المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني الفائز بلقب كأس العالم 1978 بالأرجنتين، حول مستوى البطولة، قائلاً:”ما يزعجني هو تعامل بعض المنتخبات مع هذه البطولة، المنتخب المكسيكي على سبيل المثال لن يشارك بأفضل فريق لديه، وإنما سيشارك بفريق من الشباب”.

وأكّد مينوتي :”يبدو لي أن هذا قد يكون استهانة بالبطولة التي تألق فيها سابقا نجوم مثل جارينشيا وبيليه ومارادونا ودي ستيفانو ومورينو وإيريكو وساسيا وبونتوني”.

واستعصى لقب كوبا أمريكا في الماضي على العديد من النجوم البارزين رغم تألقهم في فعاليات هذه البطولة، ومنهم الأسطورة البرازيلي “بيليه” والأسطورة الأرجنتيني “دييجو مارادونا” و”أرسينيو إيريكو” نجم باراجواي السابق.

وكان أخر هؤلاء النجوم الذين استعصى عليهم لقب كوبا أمريكا هو “ميسي” نفسه، حيث فشل في قيادة منتخب بلاده إلى الفوز باللقب في البطولة الماضية التي استضافتها فنزويلا عام 2007، والضغط كبير عليه بعد تعادل منتخب بلاده في المباراة الافتتاحية.

وفي النسخة الماضية، بلغ المنتخب الأرجنتيني المباراة النهائية لهذه البطولة، ولكنه سقط أمام نظيره البرازيلي بثلاثة أهداف نظيفة، ليخسر النهائي أمام السامبا البرازيلية للبطولة الثانية على التوالي.

ويأمل “ميسي” في قيادة المنتخب الأرجنتيني إلى الثأر هذه المرة، وتجاوز كل عثرات الماضي، وقال ميسي :”هدفي القادم هو الفوز بلقب كأس كوبا أمريكا، وعلى الجماهير ان تعي حجم الضغط الذي نعاني منه”.

ويرجح التاريخ وإحصاءات البطولة كفة المنتخب الأرجنتيني بقيادة مديره الفني “سيرخيو باتيستا”، حيث كان لقب البطولة من نصيب أصحاب الأرض في 20 بطولة من أصل 39.

ويقتسم المنتخب الأرجنتيني مع منتخب أوروجواي الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 14 لقباً لكل منهما.

وفي المقابل، رفع المنتخب البرازيلي رصيده إلى ثمانية ألقاب في بطولات كوبا أمريكا، ويدرك المنتخب البرازيلي جيداً كيف يفسد خطط منافسه التقليدي العنيد، حيث نجح في انتزاع اللقب في البطولتين الماضيتين بالفوز على التانجو الأرجنتيني في نهائي كل من البطولتين.

وانتهت المباراة النهائية للبطولة عام 2004 في بيرو بالتعادل 2/2، بعدما سجل “أدريانو” هدف التعادل للمنتخب البرازيلي في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، ليحتكم الفريقان إلى ضربات الترجيح التي حسمت المباراة واللقب لصالح راقصي السامبا.

وفشل المنتخب الأرجنتيني بذلك في الثأر لهزيمته بنفس السيناريو أمام البرازيل في دور الثمانية للبطولة التي استضافتها أوروجواي عام 1995، حيث انتزع المنتخب البرازيلي تعادلاً ثميناً 2/2 بهدف سجله توليوم في الدقيقة 81، قبل أن يحقق الفريق البرازيلي الفوز بضربات الترجيح.

ولكن سيناريو البطولة الماضية التي استضافتها فنزويلا عام 2007، كان أشد قسوة على المنتخب الأرجنتيني، حيث سقط في النهائي أمام منافسه البرازيلي بثلاثية نظيفة.

وكان منتخب أوروجواي هو أول الفائزين بألقاب كوبا أمريكا، حيث توج بلقب البطولة الأولى التي أقيمت عام 1916 احتفالاً بمرور مئة عام على استقلال الأرجنتين، ولم يخسر منتخب أوروجواي أي مباراة خاضها في هذه البطولة.

وعلى مدار تاريخها الطويل، تغيّر حجم ونظام البطولة أكثر من مرة، حتى وصل إلى ما هو عليه حالياً، حيث تقام البطولة حالياَ بمشاركة جميع المنتخبات العشرة في قارة أمريكا الجنوبية، بالإضافة لمنتخبين من خارج القارة توجه إليهم الدعوة، ولم يسبق لأي من المنتخبات المشاركة بدعوات أن أحرزت اللقب.

وإلى جانب ألقاب “أوروجواي والأرجنتين والبرازيل”، سبق لأربعة منتخبات أن توجت به، وهي باراجواي وبيرو برصيد لقبين لكل منهما، وكولومبيا وبوليفيا برصيد لقب واحد لكل منهما، بينما لم تدون منتخبات الإكوادور وتشيلي وفنزويلا أسماءها في سجل الفائزين بالبطولة.

ويقتسم الأرجنتيني “نوربرتو مينديز” والبرازيلي “زيزينيو” صدارة قائمة أفضل الهدافين في تاريخ بطولات كوبا أمريكا برصيد 17 هدفاً لكل منهما.

وتمثل بطولة كوبا أمريكا، التي تقام فعالياتها كل أربع سنوات، ويشارك الفائز بلقبها في بطولة كأس القارات، أحد أبرز ثلاث بطولات لمنتخبات كرة القدم في العالم، حيث تأتي في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية، بعد كأس العالم وكأس أمم أوروبا.