كتاب سبر

رمضان… شهر الإبتذال!

مع اقتراب هذا الشهر الفضيل بدأ إبليس بقرع طبول حربه، وشن حملة واسعة ضد المسلمين والمسلمات، ومن وسائل هجومه ما يسمى “بالمسلسلات الرمضانية” أو لنقل “المسلسلات الابتذاليّة”، وهو “وأبناء ناره” (أي أبناء جلدته للإنس).. لن يستطيعوا التواجد معنا في رمضان فالسلاسل الآن بانتظارهم.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هذا شهر رمضان قد جاءكم، تفتح به أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار، وتسلسل فيه الشياطين”.

مشكلتنا ليست في الشياطين.. بل مشكلتنا في الشياطين من الإنس، لا يوجد من يردعهم ويوقفهم عند حدّهم.. وهاهوَ شهر رمضان ليس عنّا ببعيد، وسيخرجون علينا شياطين الإنس من كل حدبٍ وصوب، وخذ عندك..

مسلسل مليئ بالعاريات، وآخر نشمُّ به رائحة الفتنة الطائفية، وثالث يثير شهوة الصائم، ورابع “تاريخي” مليئ بالمغالطات التاريخية والتدليس لغاية في نفس “المنتج”، وخامس تخاف على أهل بيتك منه، وتغطّي أعينهم عن إسفافه و”براعته”، وسادس مليئ بالابتذال.. والسحر والشعوذة “وكل شيءٍ لا ينفع”.. والمنتج هو أحد أخوتنا من غير محددي الجنسية (وهم منه براء)، لا يهمه سوى المال، كحال سائر المنتجين، إلا من رحم ربي، ولكن هذا الأخ “الراشد” (أظنه كذلك)، كل مسلسلاته ضارة وتصوّر المجتمع الكويتي بأبشع الصور.. فتاة تسكن مع عشيقها بشقة، أم تؤمِّن فلذة كبدها عن طريق السحر والشعوذة، ولد سارق ومارق، سهرات أنس وليالٍ حمراء، وبالنهاية.. شخصية ملتزمة يملؤها الوَرَع والإيمان.. لذر الرماد بعيون المشاهد. ماذا يستفيد المشاهد من كل هذا القرف الفنّي؟ .. لا شيء سوى الذنوب، وتجريح الصيام، و”المُراقبون نيام”.

– “وبشّر المنتجين”.. في هذا الشهر الفضيل.. حيث آلاف الدنانير المتزاحمة في الأرصدة البنكية.. بركاتك ياشهر يافضيل.

– والشيء بالشيء يُذكر… هل لدينا وزارة إعلام!؟ نعم، ووزيرها النصف.. وهل لدينا رقابة على الأعمال اللافنية؟ .. أشك في ذلك.

– ماذنب الصائم الغلبان في جشع المنتجين، ووقاحة الفنّانات، أو بعضهن؟ وهل ذلك المنتج وتلك الفنّانة الوقحة يستحون من الله قبل عباده؟ أم هم مؤمنون بـ”إن لم تستحِ فافعل ماشئت”!.

– ماذنبي أنا بأن أُجبر على مشاهدة آخر صيحات الموضة والأزياء عن طريق عارضات للأزياء، الفن منهن بريء؟ أو آخر عملية تجميل قامت بها شيماء علي ومها محمد ومنى عبدالمجيد.. أو حتى حجم أسفنج حليمة/هياااا؟ .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وفي النهاية.. أتمنى أن نحترم صيامنا، وقيامنا، وركوعنا، وسجودنا، وعباداتنا، وأن نستغل هذا الشهر الفضيل أحسن استغلال.. ونترك مايعكّر صفو طاعاتنا.. وفي وقت الفراغ نسعى لصلة الأرحام، وزيارة الأهل والأصدقاء.. ونبتعد عن ابتذال المسلسلات الرمضانية ما استطعنا.

اللهم بلّغنا وإيّاكم شهر رمضان الكريم، وكل عام وأنتم بخير.. مقدماً.

***

نداء:- الأستاذ والزميل والكاتب المبدع علي المسعودي.. نفتقدك نحن إخوتك المسلمين والمؤمنين.. المغردين في تويتر، ونعلم بأن وقتك ليس لك، والله يعطيك العافية، ولكن لابد أن تخوض تجربة التغريد، والعصفورة الزرقاء.. ستعجبك.

بانتظارك…

*** 

Twitter @ALHShaSh

F.ALHShaSh@hotmail.com