كتاب سبر

أنت و الكلب وثالثكما الأسد

…”أمر من الصبر سؤلانك لغير مولاك.. يصفر لونه وقليل إن سمح وعطاك,والنذل أسد,والكلب سيدنا”و لو توقعت مني كلاما مفهوما,فإلى لقاء قريب، ولو صبرت على هذياني وتخريفي وافتقادي المنطق فربما ستقول على نفسك ما لا يليق,,فكل عربي تمت إهانته في سوريا، واصبر ومن  كان منكم بلا خطيئة فليلحق بمترين من تراب حماة ,فإن ترابها سيكون غاليا هذا المساء، وليرقد إلى جوار جثمان شهيد قضى نحبه أو طفل ينتظر الحبو باتجاه سماء الله وفردوسه مع الأبرار بالمدفعية الثقيلة لجيش بشار الأسد.

وهل تسمح لي بسؤال موجع لو بقي بعض الأحمر في شرايينك؟ هل تشعر بقهر الرجال مثلي والعجز واللاحول أو قوة مثلي وأنت تشاهد مقدمات الكارثة وبدايات المجزرة على الهواء مباشرة وأنت تشاهد ذلك مثلي ولا تملك غير الضغط على زر الريموت لعله يخرجك من إحساس العجز إلى فيلم عربي قديم أو فيلم مصري مكرر كل يوم بعنوان واحد واسمه توك شو..

هل كدت تنفجر صارخا يا رب يا من يقدر حيث يعجز الجميع، ويا من يسمع ويرى,ويمهل ولا يهمل,ويا من أعلى الدم وطهره وزكاه  وجعل جزاءه إراقة الدم والقتل، يا رب الأولين والآخرين والمستضعفين، من يا إلهي لأحفاد أمية، من يا مولاى لبلاد العز وابن تيمية وابن كثير وابن القيم والمنذري,وأبي فراس وسيف الدولة، يا رب لماذا جعلت عندي الشام غير كل مكان وزمام,لماذا جعلتني أقرأ أن تلك البلاد هي درع الإسلام الحصينة، ولم يستطع ظالم عبر التاريخ أن يرتكب ما ارتكبه الأسد الأب، فهل يا رب سنسكت حتى يكررها أضعافا مضاعفة الأسد الولد..

كانت يا أحبابي الشام وكانت عزة العروبة,وبلغت يومها القلوب الحناجر، وأحاطها الصليبيون والتفوا كالنمل حول أسوار المدينة الأبية، وكان الدمشقيون بقيادة نور الدين محمود، وكانت الهزيمة أقرب للنفوس المرتعدة داخل دمشق، وكان هزيع الليل الآخر، وكان الرب في سمائه يسمع الدعاء والشكوى وينظر في القلوب، وكان نور الدين محمود السلطان العظيم ساجدا يصلي ويبكي ولا يكاد يبين صوته من شدة النحيب ورفع همسا للسماء وقال:”يا رب انصر دينك فإنما نور الدين كلب”.. ولم يسمعها غير الله، وانفلق الصبح وجاءته البشرى ودق على باب القصر عجوز فقير أشعث أغبر,وطلب لقاء السلطان وقال إن معي رسالة من النبي صلى الله عليه وسلم، وانتقل القول إلى سمع السلطان فضاق وقال :لا ينقصني إلا المخرفون، تعال يا هذا وهات علامة وأمارة وإلا قتلناك لتخريفك ودجلك، فقال يا مولاي أخرج من بالغرفة، فخرجوا واقترب العجوز وقال رسول الله يبشرك بالنصر والعلامة دعاؤك أمس “يا رب انصر دينك إنما نور الدين كلب”.

 يا ألله نور الدين كلب وبشار أسد,تلك إذا قسمة ضيزى وكذبة كبرى,وتلك أمة كانت لها كرامات,وكانت دمشق في  زمانها نجمة النجمات، وكان رجالها رجال صدق في كل حرب، وكانت الشاشة أمامي تنذر باقتحام الجيش السوري لحماة، وكنت أهذي وكان القلب يرفرف بصدري كالذبيح وأنا أهتف يا رب : اغفر لي تقصيري في حق ثوارك وأوليائك المرابطين بشامك وأنصر دينك فإن معظمنا(كما تعلم).

mmowafi@gmail.com