بورتريه

بورتريه
أندرس يكشف الوجه الآخر للغرب

أصولي.. يميني.. من هواة الصيد وألعاب الفيديو العنيفة.. عازب.. معاد للأجانب بشكل عام وللمسلمين بشكل خاص، يقول عنه بعض أخصائيو علم النفس الجنائي أن “لديه على الأرجح كره دفين وسخط لا يمكن تصوره وطاقات إجرامية كبيرة للغاية”، ووصفه عالم النفس الجنائي كريستيان لودكه أنه بهجماته تلك أراد “تدمير الشعور بالأمان”.. “فهو يرى في نفسه بطلاً يريد أن يكون سيداً للحياة والموت”..

إنه أندريس بيرينغ-بريفيك النرويجي البالغ من العمر 32 عاماً، 

وصفه بعض المتابعين بالنسخة الأوروبية من “تيموثي ماكفي” الأمريكي الذي فجر مقر وكالة التحقيق الفيدرالية الأمريكية في أوكلاهوما عام 1994، ووصفه بعضهم الآخر بالنسخة المقابلة من “أسامة بن لادن” ولكن بنكهة أوروبية معاكسة. لكن المؤكد أنه كشف الوجه الآخر للصورة التي ينظر بها العالم للدول الاسكندنافية والغرب عموما من تطور مدني وقبول للآخر…

ولد وترعرع في أوسلو، وبحسب تقارير غير مؤكدة، فأنه زامل ولي العهد النرويجي الحالي في مراحل دراسته. أختار الكنيسة البروتستانتية في عمر الخامسة عشر قبل أن ينقلب عليها ويصبح من أعنف منتقديها لاحقاً بعد أن تحول إلى الكنيسة الحديثة. 

تاجرٌ فاشل، حاول مراراً وتكراراً إنشاء أعمال تجارية خاصة، ولكنه كان في كل مرة يحصد الفشل والخسائر فيضطر إلى غلق مشروعه التجاري، وآخر هذه المشاريع التي أنشأها كانت المزرعة التي تملكها في عام 2009 وهي التي ساعدته في الحصول من خلالها على كميات كبيرة من المواد الكيماوية والعضوية التي استخدمها في التفجيرات. وذكر في أحد مشاركاته في الفيسبوك أن عمله التجاري هذا يهدف إلى دعم نشاطاته السياسية، ويبدو أن هذا ما حدث بالفعل.

بعد أندريس.. لم تعد العاصمة النرويجية، أوسلو، تلك المدينة الحالمة الهادئة التي يعرفها الجميع، بل بدت أقرب إلى مدينة حرب مجروحة ومدمرة فجعها هذا الحادث في أعز ما تملك، وهو الأمان والهدوء والإستقرار، وفجع كذلك العالم الغربي بشكل عام، والقارة الأوروبية بشكل خاص باعتدائين في أوسلو وجزيرة مجاورة لها، هما الأكثر دموية في القارة الأوربية منذ تفجيرات مدريد في 2004، وراح ضحية هذين الاعتدائين 93 قتيلاً على الأقل.