محليات

فاجعة الثاني من أغسطس تعيد تشكيل الذاكرة
21 عاماً مضت على الغزو العراقي.. هل ننسى؟

مع الخيوط الأولى لفجر يوم الخميس الثاني من أغسطس وقبل 21 عاما اجتاحت جحافل الجيش العراقي أراضي دولة الكويت في غزو همجي استهدف كيانها وسيادتها محاولا محوها من خارطة العالم في سابقة استنكرها العالم أجمع وتوحد لمواجهتها.
ومع ما تحمله تلك الذكرى (التي تعيد تشكيل الذاكرة الكويتية كل عام) من آثار اجتماعية ونفسية كبيرة على الشعب الكويتي جراء الجرائم التي ارتكبت آنذاك ضد الإنسان وحقوقه والبيئة وما شكله ذلك من أحداث مؤلمة من قتل وأسر وتشريد إلا أن التقاء المجتمع الدولي لصد العدوان أرجعت الحق الكويتي بعد احتلال دام قرابة سبعة أشهر.
وكان المجتمع الدولي قد ادان تلك الجريمة الكبرى بحق دولة الكويت وشعبها منذ الساعات الاولى للغزو الآثم اذ تصدى مجلس الامن الدولي لهذا العدوان بقرارات حاسمة بدءا من القرار رقم 660 الذي ادان الغزو العراقي وطالبه بالانسحاب فورا من دون قيد او شرط اضافة الى حزمة القرارات التي اصدرها المجلس تحت الفصل السابع من الميثاق والقاضي باستخدام القوة لضمان تطبيق القرارات.
ولعل نجاح سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح منذ تسلمه لحقيبة وزارة الخارجية في العام 1963 في توثيق علاقات الكويت بالامم المتحدة ومنظماتها الفرعية وبدولها الاعضاء كان لهذا النجاح الدور الكبير في الوقفة الصلبة التى اتخذتها الامم المتحدة لصالح الكويت واستقلالها وسيادتها عندما تعرضت للعدوان العراقي الغادر.
كما كان تشكيل قوات التحالف لاكثر من 30 دولة من الدول الاعضاء ثمرة اضافية لهذه السياسة اذ جاءت المشاركة العملية في تحرير الكويت من حوالي خمس اعضاء المنظمة الدولية واكثر بمرتين من الدول الاعضاء في مجلس الامن وبست مرات من الدول الدائمة العضوية.
ويستذكر الكويتيون بكل الفخر والاعتزاز الدور الكبير والبارز الذي قام به بطلا التحرير امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح والامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمهما الله في استعادة البلاد وتحريرها من براثن الغزو العراقي الغاشم.
ومنذ فجر يوم الثاني من اغسطس 1990 بدأ الامير جابر الاحمد والامير الوالد سعد العبدالله رحمهما الله عملهما المتواصل ووفق تخطيط هادف ومتزن وجهود حثيثة وعطاء لا ينتهي وتحركات دائمة ومستمرة من اجل استرداد الوطن واستعادة حريته واستقلاله.
وتعددت جهودهما ومساعيهما بين حضور المؤتمرات والمحافل الدولية والمشاركة فيها حيث نقلا اليها خطاب الكويت الرسمي والشعبي وسعيا بكل جهد لايصال الحقيقة وبين ما يجري على ارض الكويت بكل امانة وصدق.
كما قاما رحمهما الله بارسال الوفود والمبعوثين الكويتيين لايصال صوت الحق وعدالة قضية الكويت الى كل دول العالم.
وخلال هذه المحنة العصيبة التى مرت على الكويت التف الشعب الكويتي كافة حول قيادتهم الشرعية واثقين برجوع بلدهم من الغاصب المحتل معلنين اسطورة انتماء شهد لها العالم باسره وهذا ما عسكه مؤتمر جدة الشعبي الذي عقد في المملكة العربية السعودية الشقيقة في اكتوبر عام 1990 حيث اظهر صورة الكويت كدولة حضارية وديمقراطية ودستورية بتمسك شعبها بنظام الحكم الذي اختاره منذ نشأته وارتضته الاجيال المتعاقبة.
واليوم يقف ابناء الكويت خلف القيادة الحكيمة لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح لتمضي سفينة الكويت نحو شاطىء الامان والاستقرار والازدهار.