لا يخفى على احد في الكويت بان هناك مشكلة تواجهه حكومتنا وتسبب لها الإحراج الدولي وذلك في عدم إمكانية حل لمشكلة البدون المعلقة منذ زمن بعيد ، ولا يخفى على احد أيضا بان تلك المشكلة بدأت تأخذ حيزا سياسيا ومنعطفاً خطيراً قد يؤدى بنا إلى طريق لا يحمد عقباه ، ولا يخفى على احد بان تلك المشكلة أخذت تتزايد وتتكاثر بالنسبة لعدد البدون المخيف في البلد ، وذلك يرجع إلى عدم إدراك حكومتنا في مواجهة تلك الحقيقية المرئية وعدم القدرة على وضع الحلول المناسبة لها ، ولا يخفى على احد بان البدون عاشوا في الكويت منذ القدم والأزل ولهم بصمات مشرفة في نهضة وعمران الكويت فهم من وقفوا وساندوا عدة قضايا حرجة كانت تمر على الكويت ، وهم من وقفوا وقفة مشرفة أبان الاحتلال العراقي لدولة الكويت ، فكلنا يعرف بان أصولهم التاريخية تمتد من عدة دول كالسعودية والعراق وسوريا وإيران ، وكذلك لا يخفى على الجميع بانهم متواجدون ايضا في جميع دول العالم ولكن بمسميات أخرى تختلف عن مسمياتنا في دول الخليج ، ولا يخفى على احد بان حكومتنا تعرف بان هناك فئة مندسة ودخيلة بين فئة البدون ، وهم عملاء لدولهم الأم ، وهم من يزعزعون الثقة لدى الحكومة في إعطاء الحق لمن يستحق التجنيس وهم يخربون على الكل ، وهدفهم هو الاستيلاء على خيرات هذا البلد وثرواته بكل الطرق الملتوية والحقيرة والتخريب وزعزعة الأمن .
فلذا يجب على حكومتنا الإسراع عن كشف هوية هؤلاء الضالين وطردهم شر طردة من بلدنا ، ومعاقبتهم على أفعالهم الشنيعة في حرمان الكثير من فئة البدون حقهم الدنيوي بالعيش بكرامة وحرية .
لذا يجب على حكومتنا أن لا تقسو عليهم وان ترحمهم فهم لا يستحقون ما يفعل بهم ، فيكفيهم عناء مما يعانون من قسوة وجبروت القوانين المتسلطة عليهم وهى كالسيف على رقابهم ، ولا اعرف لماذا تلك القوانين القاسية التي تؤخذ عليهم ، فنحن لا نقول لحكومتنا بان تمنحهم الجنسية الكويتية ولكن ليحن قلبها على تلك الفئة بالأمور الأخرى التي منعتها عليهم وهى على فكرة حق مكتسب لكل إنسان شريف ومخلص عاش بالكويت ، وان تمنحهم العمل بكرامة وعزة نفس .
ونقول لحكومتنا رجاء كفاية إستجلاب الأعداد الهائلة من الايدى العاملة من أشقائنا العرب والأسيويين من الخارج ، ففئة البدون من المخلصين لهم الأحقية الكاملة بالعمل في وزارتنا ومؤسساتنا الحكومية ، فهم من عاشوا معنا وتربوا وسطنا ، وان تفتح لهم أبواب الزواج السعيد الذي يمنحهم الحياة الكريمة وان يمنح لهم حق التعليم والسفر وتصدر لهم شهادات الميلاد والوفاة ورخص القيادة .
فلتكن الرحمة والإنسانية والعطف يا حكومتنا على المخلصين من فئة البدون والذين فعلا يمتلكون السيرة النظيفة والمشرفة من النواحي الأمنية والاجتماعية لحياتهم في الكويت ، ونحن لا نقول لك بان تمنحيهم الجنسية الكويتية ، ولكن لتمنحيهم أمور الحياة الروتينية البسيطة للعيش بمستحقات كريمة تكفل لهم الأمان والطمانية في هذه الحياة ، فنحن أهل الكويت أهل عزة ونخوة وشهامة وكرامة ، فلسنا على استعداد بان نظلم أو نحتقر أو نستعبد الناس وكما قال رسولنا الكريم ( ص ) ” ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة الوالد ودعوة المسافر ودعوة المظلوم ” وقال ” أتق دعوة المظلوم فانه ليس بينه وبين الله حجاب ” .
أضف تعليق