كتاب سبر

الأمير السديري وصراع الأسرة

ذكر الأمير السديري في كتابه أبطال من الصحراء قصة جميلة جدا، مضمونها أن أبناء عمومة الفارس الشجاع عقاب العواجي عندما عزموا على قتل ابن عمهم عقاب استشاروا أباهم وأخبروه بما عزموا عليه فقال لهم: ياويلكم من عقاب، ويا ويلكم بعد عقاب، استشكل الإخوة هذه المقولة ولم يفهموها إلا الأخ الكبير فهم مقصد أبيه وأخبر إخوته بأن أباهم يقصد بقوله يا ويلكم من عقاب أي: أن عقابا فارسا شجاع ليس من السهل عليكم قتله، وأما قوله يا ويلكم بعد عقاب، أي: أن عقابا هو من وضع لكم شأنا وقدرا عند القبائل الأخرى، وهو من حمى ذمار القبيلة بسياج متين، فأنتم عند قتله قتلتوا عزكم وهتكتوا ستركم.

هذه القصة تنزيلها على واقع أبناء الأسرة المتناحرين ليس صعبا، ولكن الصعوبة تكمن في توزيع الأدوار، فالكل منهم يزعم انه عقابا وان خصمه هو أبناء العمومة.

نحن لا نريد أن نبحث عن المخطئ والمصيب بقدر ما يهمنا أن نقرر أن هيبة أبناء الأسرة لابد أن تكون ستارا ضافيا يشمل جميع أبناء الأسرة، وألا يحاول بعض أبناء الأسرة خرق هذا الستر الضافي؛لانه بذلك يهدم بنيانه بيده، فعندما يقوم بعض أبناء الأسرة الكرام بتجريء بعض السفلة للنيل من ابن عمه على وسائل الإعلام المأجورة للانتقام منه، ألا يعلم بأنه قد أساء لنفسه من حيث يشعر أو لا يشعر، السبب انه بهذا يجرؤ  كل من هب ودب على النيل والتطاول عليهم.

فعلى أبناء الاسرة الكرام  التي جبل اهل الكويت على محبتها وتوقيرها ان يضعوا حد لهذا التناحر ،وان يقتنع كل فرد من افراد الاسرة ان كونه عزيز قوم _وان لم يكن الاعز_خير له من ان يكون عزيز قوم ذل، وعلى كل فرد ان منهم ان يقول كما قال الاول:

وإن الــذي بينـي وبيـن بنـي أبـي…… وبيــن بنـي عمـي لمخـتلف جـدا

اراهم الى نصري بطاؤون وان هم ……دعوني الى نصر  اتيتهم شدا

فـإن أكلـوا لحـمي وفـرت لحـومهم …وإن هدمـوا مجـدي بنيـت لهـم مجدا

وإن ضيعـوا غيبـي حـفظت غيـوبهم…. وإن هـم هـووا غيـي هويت لهم رشدا

وإن زجـروا طـيرا بنحـس تمـر بي …زجـرت لهـم طـيرا تمـر بهـم سعدا

ولا أحــمل الحــقد القـديم عليهـم…. وليس رئـيس القـوم مـن يحمل الحقدا