أقلامهم

مسفر النعيس يروي حكاية يعتقد في إثرها أن النائب مسلم البراك سيتحول الى نائبا حكوميا

مسلم البراك نائب حكومي !  
 
مـسفـر الـنعـيـس
 
ليست من عاداتي تمجيد الأشخاص ، ولكني احترم وجهة نظرهم واقدر مواقفهم واقتنع بطرح بعضهم ولكن قد اختلف واتفق معهم في موضوع معين واختلف معهم في مواضيع عديدة ، فمن يحاول أن يحاكي الواقعية في الجانب السياسي ، فإنه بكل تأكيد لاينكر دور التكتل الشعبي ونائبه مسلم البراك في كشف الكثير من أوجه الخلل في العمل الحكومي وابراز الجوانب المظلمة من السياسة الداخلية والخارجية وتوضيح الحقائق المؤلمة وكشف الفساد والمفسدين في هذا البلد الذي عاث به ساسته فسادا .
فلا يختلف عاقلان على ان النائب مسلم البراك ، احدث نقلة نوعية في العمل السياسي والصحفي ، فوضع النواب أمام مسؤولياتهم عبر استجواباته المستحقة ووعوده الصادقة ووضوحه في طرح القضايا وتوجيه الأسئلة ، كما أنه فتح أبوابا للرزق للكثير من الصحافيين سواء معارضوه أو مؤيدوه ، فبمجرد أن يحمل عنوان المقال اسمه سيصل الى الكثير من القراء وسيحظى بالنقد او الثناء أم المدح والذم .
تعمدت أن اكتب العنوان باسم النائب كي اوصل فكرة للحكومة ومن يدافع عنها بالخير والشر ، فلدي قناعة تامة بأن النائب الفاضل مسلم البراك سيتحول بقدرة قادر من نائب معارض للسياسات الحكومية الى نائب حكومي يدافع عن الحكومة وخطة عملها وقراراتها ولكن كيف ولماذا هذا التحول المفاجئ ، اليكم الحكاية ؟
كنت ازور مدينة جميلة ومميزة برفقة أحد الاصدقاء ، فتخيلت لو أن حكومتنا العتيقة الرشيدة كانت تنافس تلك المدينة بتطبيق القانون وسرعة التنفيذ وتطبيق القانون ، وعدم الانصياع للواسطات التي دمرت البلد ، فعملت على رفع قضية على نائب يعتقد ان دوره التوسط لإخراج ابن عمه الذي تلفظ على احد الوافدين بألفاظ نابية ، لتطبق حكومتنا القانون وتقول لبعض الضباط ورجال الداخلية الذين قلبوا الحق لصالح المواطن لأنه وسط النائب الفاشل ، انتهى دوركم وستأخذون جزاء فعلتكم بتجيير القانون لمن تريدون ، وتخيلت لو أن حكومتنا اثبتت تهمة الفساد على وزير كل همه الاستفادة من وزارته قد الإمكان وارساء المناقصات على فئة معينة ووضع ابناء عمومته في اماكن لايستحقونها وترقيتهم الى مناصب تفوق عقلياتهم وشهاداتهم ، تخيلت لو ان حكومتنا كسبت القضية ضد احد وزرائها وحكم عليه بالسجن لو سنة واحدة ليكون عبرة للسادة الوزراء الذين يعتقدون أن مناصبهم شخصية وانهم لايمثلون سوى طائفتهم وقبيلتهم وعائلتهم .
لوكان النائب مسلم البراك يعيش في تلك المدينة الجميلة ونائبا عن سكانها ، وشاهد الحكومة كيف تتقن عملها وتنفق الأموال في مكانها الصحيح وتمنح المواطنين بيوتا حكومية شيدت بشكل جذاب ، وكيف أن الحكومة طبقت القانون على الجميع وانشأت الجامعات والمعاهد وقبلت جميع الخريجين وشيدت أجمل المباني واعتمدت على شباب البلد في مرحلة البناء الى ان انجزت كل خططها بفضل قيادة حكيمة واقعية ، لأصبح النائب مسلم البراك حكوميا حتى النخاع  ، ولكن عندما نرى ويرى النائب على ارض الواقع حكومتنا الفاشلة وتخبطها ، فإنه لابد ان يكون معارضا إن كان يريد أن يبر بقسمه ويكون نائبا واقعيا يدافع عن مصالح الشعب وهموم المواطن البسيط ، فالحكومة هي من يصنع المعارضة بفشلها المتكرر وفسادها الذي جعلنا ننشهر عالميا بدخولنا قائمة الفساد وغسيل الأموال ، فلله درك يامسلم البراك ، والله يلوم اللي يلومك ، أؤلائك الذين يعانون من مشكلة وليسوا واقعيين ، فنحن واقعيون لذا سنقف ونساند التكتل الشعبي ونوابه الأبطال ونواب المعارضة الشرفاء ، فحتى تتحقق الأحلام ستستمر المعارضة .