آراؤهم

ظاهرة البراك وعصر النهضة

نعم مسلم البراك هو ظاهرة سياسية سواءً اتفقنا معه أو اختلفنا، فالبراك  الذي استطاع عن طريق مشواره السياسي القصير نسبياً تحويل الخطوط السياسية الحمراء المصطنعة إلي اللون الأخضر، ويعود إلي أبوحمود الفضل، في التغيير النوعي في ممارسة السياسة وتحويل تلك الممارسة من الاهتمام بقضايا فلسفية خلافية كالعلمانية والليبرالية الي الحديث عن المشكلات السياسية بكل وضوح وجرأة، ولذلك أصبح منهج البراك المنهج السياسي الجامع لكل أطياف المجتمع الكويتي، البدوي والحضري السني والشيعي والليبرالي والإسلامي.

كما أسس البراك بأدائه البرلماني وما يتمتع به من كاريزما سياسية وحضور برلماني طاقي، إلي أسلوب خطابي راقي ووطني عشقته الجماهير وقلدوه، أما من حيث تعامل النائب والحكومة فكانت العلامة الأكثر تميزاً بحياة البراك البرلمانية، فلقد احترمه خصومه العقلاء، واحتار به خصومه الأشقياء، فأداة الاستجواب كانت قبل البراك مادة من مواد الدستور الغير مفعلة، وإن استخدمت تقوم الدنيا ولم تقعد، فأصبحت حقاً يمارسه  نواب مجلس الأمة بكل أريحية حتي مع رئيس مجلس الوزراء….

مسلم البراك حقق المعادلة الصعبة، فهو أكثر النواب إنجازاً لمعاملات المواطنين وإعادة حقوقهم لهم، بالرغم أنه أكثر النواب وأشرسهم معارضة للحكومة . فالبراك يذهب إلي الوزارة مع المواطنين؛ لتمرير معاملاتهم القانونية بكل شجاعة، فيحتار الوزراء به، ويمرروا معاملته مرغمين..!

وبالتأكيد إنه نظيف اليد ولم تلوثه السياسة، وإلا لفضحه خصومه من داخل الحكومة وخارجها وما أكثرهم..

 مع ما أحدثه البراك من  نقلة نوعية في حياة المجتمع الكويتي، فتشبيه البراك بشخص في التاريخ لايفيه حقه، بل يمكن تشبيهه بحقبة تاريخية كاملة، فالبراك للكويتيين كعصر النهضة لأوربا بكل ما فيه من مفكرين وفلاسفة وعلماء وساسة..!