كتاب سبر

أنتِ (أشرف) يا آنسة!

أما قبل: 
لا يَسلَمُ الشَرَفُ الرَفيعُ مِنَ الأَذى  
حَتّى يُراقَ عَلى جَوانِبِهِ الدَمُ  

(المتنبي)

 ينسبونكِ إلى الليل, ويزعمون أنه قد تبناك, وما أنتِ من نسل الليل؛ فقد خذلك النهار بأخذ حقوقكِ في مكاتب كبار المسؤولين, وجعلك الليل في مساواة معهم بالخلوات, في حين أن غيركِ تعرف ممحاة النهار حبر ليلهم..!

 لا أبرئ صحائفكِ, ولا أنظف ما تلوث منكِ, ولكنك ربما ضاقت بكِ السبل، فكبر في عينك ثمن قوت يومك وصغر في ضلالك عظيم ما تمتلكين من عفة وشرف.. ولكن بماذا أعذر من صغرت في ضميره هموم الناس وكبرت في نفسه أموالٌ من السحت!, كيف أجد مبرراً لمن باع الكرامة، وهي هبة إلهية بزينة دنيوية فانية وإن وصلت إلى ودق (الملايين)..!

 يا ابنة الليل.. من الافتراء أن نقارنك بمثلهم, فهم سماهم في “أرصدتهم” يدخلون مجلس الأمة بضمائر يملؤها الخواء ويخرجون منه بأرصدة متخمة “بالرشاوى”.

 يا ابنة الليل.. ليس صحيحاً بأن صوتكِ عورة والأكيد أن أصواتهم بالمجلس عورة لا تسترها (الملايين), إن كنتِ تمتلكين طبلة في أذنيك فهم يمتلكون (طبولاً) في أفواههم للتزلف والنفاق, وفي أفواههم أبواب خلفية لوعودهم, أنتِ ربما تخفي مساحيق التجميل تضاريس الدهر في وجهك وتزينه, وهم ما الذي يستر تجاعيد الفساد في ملامح وجوههم, وجوههم التي تمارس التيمم, فهي قاحلة من ماء الخجل, تعلن نفوسهم عن إفلاس بالخجل, فهم قد تعاطوا حبوب منع “الخجل”..!

 يا ابنة الليل.. ارتقي بخطاياك ونزهي نفسكِ عنهم, وإن انحدر مستواك فإنك في علوٍ عنهم وفي سموٍ عن مثلهم, فمن باع جسده ليس كمثل من باع روحه, ومن استهان بنفسه ليس بمرتبة من استهان بوطنه, تالله لستم سواءً.. واسمعي ما قاله الشاعر مظفر النواب في قصائده (نخبك.. نخبك سيدتي.. لمْ يَتَلَوَّثْ مِنْكِ سِوى اللَّحْمِ الفَاني.. والبعضُ يَبيعُ اليَابِسَ والأخضر..) وإن قذفوك برماح الفساد فذكريهم بقول أحدهم، قال معلقاً على ما أكل الناس من أغذية فاسدة (شدعوة كلها ست دجاجات)..!

 (أحاديثُ تَبْقَى والفَتى غيرُ خالدٍ) كما يقول عروة بن الورد, فسوف يفنى “الثراء”, ولن يجدوا سطر “رثاء” في كُراس الوطن, سوف تفنى أجساد رسم عليها آثار الضرب بالهراوات في “الصليبيخات” ويبقى أثر روحهم, سوف يستنشق هواء العز من اختنقت صدورهم في “الصليبية” وسوف يفوح عفن الفساد بمن تبخر بأموال نهبها من خزنة الوطن, وسوف يموت مُعلم أراد رزقه بالحلال ومنعوا عنه “الكادر” ولن تموت دعوته عنده ربه..!

 ولا غرابة يا وطن.. فأنت يا وطن جبالٌ من السُكر.. فلا تعجب إن تهافت عليك كل ديدان المصالح..!

 صعلكة:  
العمل في بعض الصحف .. أشبه بالمصاعد الكهربائية ..
لا يحتمل (الوزن الزائد)!
أما عليك أن تعمل (رجيم) أو تعمل مع (الرجيم) ..!!

                                                                                                           محمد خالد العجمي
                                                                                                                                           twitter:@abo3asam