برلمان

أين اختفى روضان الروضان؟

منذ إعلان خروجه عن الحكومة محتجاً على تجاوزه في مسمى “نائب رئيس الوزراء”.. اختار النائب روضان الروضان الانزواء بعيداً، لم يصرح، لم يقترح، ولم يقدم سؤالاً ( ولو على سبيل التواجد في الميدان الإعلامي والسياسي) حتى ولم يظهر على نحو عفوي أمام عدسات المصورين.

لماذا سكت روضان الروضان عن الكلام المباح؟..  لماذا غاب عن المشهد؟.. لماذا ابتعد؟

في انتخابات 2008 نجح الروضان في الحصول على مقعد له في مجلس الأمة ممثلاً عن الدائرة الثالثة، كان قد حاز. يومها المركز السادس، ومنذ أن دخل المجلس كان حريصاً على المشاركة في إدارة الحراك السياسي، والتفاعل مع ما يطرح من قضايا، بل إنه تبنى منفرداً الهجوم على وزير الكهرباء السابق محمد العليم، وراح يمطره بسؤال تلو سؤال حول مشروع (ترشيد) الذي حامت حوله الشبهات، وتورطت فيه الحركة الدستورية، وبعد استقالة الوزير العليم على خلفية مشروع الداوكيميال الذي أثار هو الآخر ضجة سياسية صاخبة، اهتم الروضان بتقديم الاقتراحات ذات الصبغة الشعبية، ولم يكن غافلاً عما يجول في السياسة ويصول، إلى أن استقالت حكومة ناصر المحمد، إثر الاستجوابات المتلاحقة لرئيسها، ولما عادت بشكل جديد (ونهج قديم) كان الروضان من بين وزرائها، تسلم حقيبة وزارة الصحة، وأظهر نشاطاً في تصحيح اعوجاجها، كما أصدر قرارات لقيت قبولاً في الشارع الكويتي (أهمها مشروع العمل الليلي للعيادات الخارجية).. وبعد حل مجلس 2008 (للأسباب السابقة ذاتها) رأى الروضان أن من الأسلم له أن يستقيل ليعود إلى صفوف الجماهير، وطرح نفسه مرة أخرى عن الدائرة الثالثة، وحقق فوزاً كاسحاً (وإن لم يسلم من غمزات البعض ولمزاتهم القائلة بأنه تلقى دعماً لوجستياً من أطراف حكومية نافذة ومتنفذة).. حصل على المركز الأول متقدما على جميع مرشحي الدائرة، ولأنه نجح إلى حد ما في تجربة العمل الوزاري، قرر أن يعود وزيراً في حكومة ناصر المحمد السادسة، تسلم هذه المرة حقيبة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، وأمام منصب كهذا وجد نفسه ناطقاً (غير رسمي) باسم الحكومة، إلى جانب ناطقها الرسمي (محمد البصيري).. ويبدو أن الحظ لم يحالفه هذه المرة، فقد شهد الشارع السياسي أحداثاً كثيرة كانت الحكومة السادسة لاعباً سيئاً فيها، بدءاً من حادثة ديوان الحربش، مرورا بحادثة قتل محمد الميموني وليس انتهاء عند أحداث البحرين، التي ألقت بظلالها محلياً.. وقادت إلى تقديم استجواب إلى وزير الخارجية من النائب صالح عاشور، آثرت معه الحكومة الاستقالة باعتباره نحى منحى طائفياً، ثم عادت للمرة السابعة بشكل جديد، ونهج قديم أيضاً.. أما الروضان فكان راغباً في الانضمام إليها، ولكن كان عليه أن يكون كبش الفداء لصفقات سياسية نفذتها الحكومة في التشكيلة الوزارية الوليدة.. فقد تجاوزوه في مسمى نائب رئيس الوزراء وهو الذي قضى نحو  ثلاث سنوات مدافعا عن الأداء الحكومي ودخل لهذا السبب في سجالات مع  بعض زملائه النواب..

لقد وجد نفسه أخيراً أمام مفترق طرق، وعند خيارين لاثالث لهما، إمام القبول بحصته التي حددها له الشيخ ناصر المحمد، أو العودة إلى مقعده البرلماني، وانحاز إلى الخيار الثاني.. لكن أحداً لم ير له أثراً في الساحة السياسية منذ ذلك الوقت.

أين اختفى روضان الروضان؟