كتاب سبر

من يمثل من ؟؟

الجدال الدئر منذ فتره علي الشبكه العنكبوتية حول تمثيل المعارضة النيابية ومن يقودها ، جدلٌ وان كان افتراضيا عبر الانترنت الا انه انعكاس للمجتمع الكويتي بكل مكوناتة ” حضر” و ” بدو” .


 فما كتبه الزميل  سعد العجمي ورد الزميل احمد العيسي عليه وما رافقه من نقاش حول ما بات يعرف بالجدل حول “دولة مسلم البراك “، وبالرغم من  تصنيفهما لمخالفيهما  كشبيحة أو بلطجية ، إلا أن حماسة سعد وهدوء أحمد مكنتهما من طرح قضايا محورية في الحياة السياسيه الكويتية، من الحريات والصحافة إلى المال العام والتشكيك بالذمة المالية وتدني لغة التخاطب البرلماني، وطريقة التعاطي مع السلطة و الدولة  حول إدارة للبلاد ، يعكس الصورة الواقعية  للصراع داخل قبة البرلمان، والصراع بين السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية، اضافه الي تصارع القوي السياسيه في الشارع .


إذا أزمتنا الحقيقة في الكويت ليست في نوعية القيادة وسوئها، بل هي في غياب كريزما التمثيل.. مَنْ يمثل مَنْ؟ ..  فهل نواب التعاون مع الرئيس يمثلون القبائل؟ وهل من خالف الرئيس من الشيعة يمثل طائفته؟، أم أن  من استنهض الشارع هم المعارضة الجديدة؟ .. التيار الوطني ( كما يحلو لأنصاره ) أي الليبراليون يرفضون فكره التخلي عن دور المعارضة رغم تغيير شخوصها كالخطيب والمنيس وغيرهم ، بل عقد الجيل الحالي منهم الصفقات مع الحكومة ومع ذلك فهم يقولون ان المعارضة الوطنية قد اختطفت بعالي الصوت  وتغيير نهج المعارضه وطريقة تعاطيها مع العديد من القضايا.


أما الطرف الآخر وهو من يري بأن المعارضة هي من تحمي المال العام وتحافظ علي مكتسباتنا الوطنيه ، أصبحت معارضة حنبلية إن جاز التعبير فهي تفرض سوء النية بكل ما يطرح من قوانين تتعلق بالاقتصاد او التشرييع حتي تكبل الحكومة بقوانين تحد من حرية تحركها بل إنها اختطت بالإضافة الي دورها الدور التنفيذي المنوط بالوزراء .


 لكن واقع الحال وإنصافا للتكتل الشعبي هو من يحمل لواء التصدي لترهل الادارة الحكومية ومجابهة العديد من التجاوزات ، لكن ان لم يتجاوز التكتل عقبة اسقاط الرئيسيْن كما يتهم بها والنظر الي ابعد من ان يكون تغيير رئيس الوزراء هو الهدف والغاية فاعتقد ان العديد من القوى خارج البرلمان لن تتخطي ازمة التمثيل ، فالتكتل هو الأقرب لأن يمثل مختلف الشرائح الكويتية من ابناء القبائل والحضر والشيعة ، شريطة أن يتحول إلى تيار كما هو مخطط له ( حشد ) ولا يبقي كتكتل برلماني لانه مارس العمل كشريك في الشارع السياسي والتقي مختلف اطياف المجتمع تحت لواء قضايا كان التكتل في طليعتها .


التيار الوطني في الكويت ورغم انه كان الرائد في تصدر قضايا الحريات و الدفاع عن المال العام الا انه هو الآخر عاش ردحاً من الزمن فاقدا للقوة القيادية سواء داخل مجلس الامة او في الشارع ، فتفوق التيار الديني في اكثر من مناسبة  أما لفترة الغزل السياسي بين التيار الديني والسلطة واما لعدم تقبل الشارع طرحا ذا نزعة ديمقراطية و علمانية ،ذلك الصراع مع التيار الديني والسلطة اضافه الي ابتعاد رموز التيار عن العمل التشريعي و التحديات والانشقاقات داخل التيار أوجدت فراغا لم يستطع الجيل الجديد من التيار ملأه، فخسر معه معركة كسب العقول والقلوب.


إن بقاء أزمة التمثيل في البرلمان لن يهب للكويتيين مفتاح الخلاص من حال الإحباط السياسي وبالتالي سيحملهم على القبول بتقليص مطالبهم بما يسير أمورهم المعيشية اليومية وليست قضايا وطن أريد له ان يقاد من تحت قبة عبدالله السالم ، وبالتالي انعاكسه من خلال اختياراتهم في صناديق الاقتراع ، لمخرجات قد تتصارع لنيل الرضا الحكومي وبالتالي نيل الهبات المليونيه ، فالصفة البرلمانيةفقدت او اوشكت علي فقد الصفة التمثيلية  للمجتمع .

الوسوم