آراؤهم

لا تستصغروا الدجاج وديوكها

كانت هناك حظيرة دواجن كبيرة، بها الكثير من الدجاج، تحكمها الديوك لكل مجموعة من الدجاج ديك، وكانت هناك وفرة كبيرة جداَ في إنتاج البيض، وذلك من خيرات تلك الأرض الطيبة، وكان الدجاج يرقد على جزء قليل من البيض ويترك الكم الكبير منه للديوك؛ لاستثماره في تنمية الحظيرة وتوفير مستلزمات معيشة ورفاهية الحظيرة، وكانوا يقدمون منه الكثير لحظائر مجاورة، وذلك من باب الجيرة و الأخوة ولمساعدتهم؛ إذ إن لديهم نقصاً في الموارد، وعدم قيامهم في ترتيب أمورهم بموجب مواردهم وحجم حظائرهم، إلا أن رؤساء تلك الحظائر لم يستثمروا تلك المساعدات في إنماء حظائرهم، بل كانوا يأخذون تلك المساعدات لهم و يستثمرونها لمصالحهم الشخصية من متع ورفاهية لهم، وليس لمن وُلُوا عليهم، بينما البعض بل الكثير من موالين تلك الحظائر كانوا يتركون حظائرهم ويذهبون إلى الحظائر التي تقدم لهم المساعدات؛ لأن بتلك الحظائر العيش الرغيد والعمل الذي يوفر لهم مزيداً من الدخل؛ لإرساله إلى أهاليهم في حظائرهم. وكان الدجاج في الحظائر ذات الوفرة المادية يتململ من تلك الأمور، ولكن ديوكهم كانوا يقولون لهم دائما بأن يتحملوا ذلك ما دام أن عيشهم رغيد، إلا أن الدجاج في حظيرة الوفر كانوا يقولون كل ذلك و ما نقدمه إلى تلك الحظائر ولايكفي؟! فلا بد أن في الأمر إنَّ… وتمر السنون وتلك الدجاجات تعارض وتعارض حتى أن أدى ذلك إلى أن ديوكهم أخيراَ حسوا أن دجاجهم على حق، فقاموا بتفويض قيادة من ديوكهم بأن يتدبروا أمراً؛ لوقف أولئك المسئولين عند حدهم.. والبقية عند قناة الجزيرة.. والنهاية ليست ببعيدة.