جرائم وقضايا

التمييز ترفض طعن الوزير الراشد ضد العصفور

رفضت محكمة التمييز الطعن المقدم من وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء علي الراشد ضد الزميل ناشر جريدة سبر والكاتب سعود عبدالعزيز العصفور على حكم محكمة الاستئناف القاضي برفض دعوى الوزير الراشد وتغريمه كافة المصاريف المتعلقة بالقضية المرفوعة.

وكان الوزير الراشد، قبل توليه منصب الوزارة، قد رفع دعوى مدنية يطالب فيها بتعويض مقداره 25 ألف دينار من الكاتب على خلفية مقال له نشر في الزميلة الراي بعنوان ” صدام ونجاد وشارون وعلي الراشد «يا كبرها عند الله»”، وقد حكمت محكمة أول درجة بتعويض الراشد مبلغاً وقدره 10 ألاف دينار قبل أن تلغي محكمة الاستئناف الحكم الابتدائي وترفض الدعوى.

وسبر تعيد نشر المقال محل الشكوى:

 صدام ونجاد وشارون وعلي الراشد «يا كبرها عند الله»

لو خرج صدام حسين من قبره وتحدث عن حرصه على حقوق الإنسان العراقي لما صدقناه، ولو ظهر احمدي نجاد على شاشات التلفاز ليعبر عن إيمانه بالديموقراطية وإرادة الشعوب لوضعنا أيدينا على رؤوسنا وقلنا «يصير خير»، ولو قام ارييل شارون من سريره بعد أربعة أعوام من الغيبوبة ليعتذر عن جرائمه لقلنا انها ولا شك «سكرات الموت». بالمثل، لو أعلن الراشد خوفه وحرصه على الوحدة الوطنية، لوقفنا جميعاً في لحظات صمت وذهول وتعجب، ونظر بعضنا إلى بعضنا الآخر والأفواه فاغرة، وقلنا «يا كبرها عند الله»!

علي الراشد، هو ذاته الذي ركب موجة أبناء السور وخارج السور والمزدوجين واللفو ليضمن عودته إلى المجلس بعد أن رمى ملفات الدفاع عن المال العام وحقوق الإنسان والحفاظ على الدستور والمكتسبات الشعبية في سلة مهملات التحالف الوطني قبل أن يغادره، وهو ذاته مؤسس الخطاب الفئوي الذي يستهله بـ «إحنا وهم». وعلي الراشد، هو ذاته الذي هوجمت أمامه قبائل الكويت، ووصف ابناءها بـ«اللفو» الذين لم تعرفهم الديرة قبل 35 عاماً، والذين أتوا جياعاً وأطعمتهم تلك العجوز ومن تمثلهم، فصفق تصفيقاً حاراً في الشويخ كدنا أن نسمعه على ضفاف شواطئ الفحيحيل العامرة. 

في لحظة من أسوأ لحظات إعلام هذا البلد، خرج أحد السفهاء ليهاجم القبائل ويصف أبناءها بالطراثيث والمخنثين، ولاذ نائبنا الوحدوي بالصمت حتى كدنا نشك في بقائه على قيد الحياة السياسية، ليخرج بعد ذلك ببيان سطحي، هزيل، لا قيمة له، باسم كتلة العمل الوطني التي لملم شتاتها من على رصيف التاريخ، ليعيد إليها وتعيد إليه الحياة، وينزوي بعد ذلك عائداً إلى كهفه ليكمل ما تبقى من بياته الوطني.

واليوم، ويا لسخرية القدر ولعبة الأيام، ينادي النائب الراشد بميثاق شرف يوقع عليه جميع أعضاء مجلس الأمة ويتعهدون بالابتعاد عن التصريحات الفئوية والقبلية التي تمزق الشعب الكويتي! سيخرج صدام من قبره، وسيقوم شارون من غيبوبته، وسيتنازل نجاد عن منصبه، قبل أن نصدق حرص علي الراشد على الوحدة الوطنية، ويا كبرها عند الله! 

سعود عبدالعزيز العصفور