بورتريه

سامي عنان.. الضابط الذي لم يقتل شعبه

سامي حافظ عنان ابن القرية الذي يعتبره المصريون اليوم أحد أهرامهم التاريخية بعد قراره الشهير بعدم إطلاق النار على المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير، مخالفاً أوامر الرئيس المخلوع حسني مبارك بسحق المظاهرات ليكون بعدها سبباً رئيسياً في الإطاحة بالرئيس المصري.
ولد عنان في 2 فبراير 1948 في قرية سلامون القماش مركز المنصورة محافظة الدقهلية، بدأ حياة عسكرية تقليدية حيث التحق بدورة الدفاع الجوية الأساسية ليتخرج في نهاية عام 1967، شارك في حرب الاستنزاف ( حرب الألف يوم) وحرب أكتوبر، ظل يترقى في المناصب العسكرية إلى أن أصبح على هرم المؤسسة العسكرية حالياً.
وحصل عنان على العديد من الدورات العسكرية المتخصصة في مجال الدفاع الجوي من روسيا وفرنسا، وحصل أيضاً على  دورة قائد كتيبة صواريخ يوليو 1981، ودروة قائد فرقة دفاع جوي يناير 1996، ودورة رئيس فرع العمليات الدفاع الجوي يوليو 1998، ودورة رئيس أركان قوات الدفاع الجوي يناير 2000، وبعد أن وصل  إلى منصب قائد الدفاع الجوي، عين في عام 2005 رئيسا للأركان خلفاً للفريق حمدي وهيبة.
إلى جانب الدورات والرتب العديدة التي حصل عليها، اكتسب الفريق عنان جماهيرية كبيرة بين أبناء شعبه بعد القرار الجريء القاضي بعدم إطلاق النار على المتظاهرين في الثورة المصرية، ووقوف المؤسسة العسكرية موقف الحياد في بداية الثورة إلى أن ساهمت في خلع الرئيس حسني مبارك، إلا أن المحللين يتحدثون عن رواية أخرى تتلخص في أن عنان تلقى التعليمات من واشنطن التي كان يتواجد بها في بداية الثورة، مدللين بذلك على العلاقة القوية التي تجمع الفريق بالقيادة الأمريكية.
أعلن بعد الثورة وهو الشخص الثاني في مصر بعد المشير طنطاوي وقوفه على مسافة واحدة من جميع الكتل السياسية في سعيها إلى الوصول إلى السلطة عن طريق الانتخابات.
كانت له عدة تصريحات تخص الشأن العربي أهمها في العلاقات مع إيران، إذ رفض التدخل الإيراني في القضايا العربية خاصةً في النزاع العربي الإسرائيلي، باعتباره يزيد نفوذ الدولة الإيرانية في المنطقة.
وعلى الصعيد الإسلامي وجه رسالة للعالم أجمع بأن الإسلام ليس دين تطرف بل دين حرية وديموقراطية.
عنان اليوم هو أحد المؤهلين لتولي الرئاسة المصرية في نظر فئة كبيرة من الشعب المصري رغم الاعتراضات الكثيرة التي تلاقيها هذه الفكرة من الأحزاب السياسية، التي حذرت من عودة العسكر إلى الحكم مرة أخرى، فهل سيكون عنان أول رئيس مصري بعد الثورة أم أنه سيكمل حياته العسكرية التقليدية إلى أن يتقاعد ويكون بذلك أحد أشهر ضباطها  وآخر أهرامها.