بضعة أيام من الآن وينفخ سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح ورفيقه الرئيس جاسم الخرافي أنفاسهم (الطائية) في مجلس الأمة، معلنين بداية دور الانعقاد الجديد لمجلس الأمة الحكومي! عفواً.. الكويتي، فتتعالى أصوات النواب منذ البداية، كما جرت عليه العادة، فمن شاء منهم وأذعن من الركّع السُجّد، فيصدح قائلاً “هات يا فلوس”، ومن لم يشأ ونظرَ من فوقه فوجد الله يراه ومن خلفه الشعب ومن أمامه الكويت بدمعها وطيب منزلها واستحقاقيتها كوطن لا يقبل القسمة على “سرقة” فتجده يلوّح بيده اليمنى استجواباً و يسراه ترفع أسئلة برلمانية لا يجرؤ أي من أعضاء الحكومة بالجواب عليها، بل تجد علاّم الكندري يبتسم معها تارة، ويتصور بجانبها تارات أُخر!
تعيش حكومة دولة الكويت حالياً “أوج سعادتها الغامرة” فهي لن تجد أبداً مثل هذا المجلس اللذيذ الشهي، بأغلبية نيابية واستجوابات سرية وتعطيل على الكيف والكم للجلسات، وعدد جميل جداً، ويراد به لكل باطل، يقبل من (العطايا والشرهات) هاهاها “قال عطايا وشرهات قال”! فهي تسعى جاهدة ومجاهدة أيضاً بعدم التفريط بـهيك مجموعة بتجنن كما تُصرح رولا دشتي بكذا لهجة! وتحاول مراراً وتكرارًا أن تتمسك بكامل سنواته الأربع وأن لا يُحل، لكي يحلو لها.. ما يحلو لكل أفاكٍ أثيم.. وهيصة بقى!
وتراود الحكومة بقيادة رئيسها (الدائم) الشيخ ناصر، فكرة تحويل مجلس الأمة إلى مجلس بلدي آخر، ولكن ليس بقيادة الوزير فاضل صفر بالطبع! حيث لا رقابة دائمة، ولا حضور جماهيري كثيف ويقض للجلسات، ولا سلطة تنفيذية مناطة بقراءة تشريعات النواب ومن ثم تنفيذها! ومن محاسن المجلس البلدي ومحاسن الصدف أيضاً أن ثلث أعضائه تقريباً أي ستة أعضاء تعينهم الحكومة وعشرة بالانتخاب، والعشرة انظر كم منهم سيكون في صف الحكومة أيضاً وهلم جرة على الأغلبية والسيطرة والعبث والشنط والكبتات.. إلخ! وإن وجود خلف دميثير وسلوى الجسار وعدنان المطوع ومن هم على شاكلتهم كُثر وهم تحت إمرة الرئيس وحكومته يحركهم كيفما يشاء ويتقون الله بالكويت خير التقوى، ولن يزايدوا بالإطالة على الانتقال إلى مجلس الأمة بحلته الجديدة (مجلس أمة بأفعال مجلس بلدي) لا يهش ولا يكش الذبان كما يقول أستاذنا محمد الوشيحي!
ويصبح مجلس الأمة عليه العوض ومنه العوض، كما يقال في المثل المصري الدارج! ويضيع الوطن بعد عدم العمل بدستور عبدالله السالم والالتفاف عليه وتفريغه من محتواه، ويذرف الدمع هطال ضمير الأمة مسلم محمد البراك مرة أخرى، والتقدم للعزاء في كل منازل الكويت، لوفاة الدولة بفعل الشيخ ناصر المحمد رفقة وزراءه ونوابه وتقوى جاسم الخرافي حاضرةً أيضاً، والكثرة تغلب الشجاعة كما هو متعارف عليه، وخير الكويت وناصرها كثيرٌ جداً، فما علينا سوى الانتظار لخطة التنمية الجديدة، بأن يحوّل مجلس (الأمة) إلى مجلس بلدي آخر، ويتكاسل الناس بالذهاب لأماكن الاقتراع، كما هو المعتاد مع انتخابات المجلس البلدي، فيتكلف الطائي بتنجيح أشقاء لسلوى ورولا ودميثير وأبناء آخرين، ويعثون في الأرض فساداً، وحينما يجتمعون، يقرأ عليهم النائب الفاضل الملتحي علي العمير ( … ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده) ويصدقهم القول حفنة من الغلابة والمساكين، وتروج لهم قنوات سكوب والعدالة، وصحفهم الباقية!
شطحة:
عزيزي المواطن، كما أن المرافق العامة من شأن واختصاص البلدية، فإن مجلس الأمة شأن عام للشعب، وسيصبح مرفق عام للمجلس البلدي أيضاً!
أضف تعليق