كتاب سبر

الغزل الفاحش؟؟!!!

من الأمور السلبية – وما أكثرها بالساحة الشعبية – التي بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة انتشار النار في الهشيم هي ظاهرة الغزل الفاحش.
تمادي كثير من الشعراء في التصريح بذكر مفاتن النساء جعلنا نعيد ترتيب قناعاتنا؛ فالأمس كنا نعد من يكني عن مفاتن محبوبته رجلاً فاحشاً وقليل المروءه، ولكن اليوم بعد تفشي ظاهرة الغزل الفاحش الصريح أصبحنا نعدهم من الأتقياء. 
حقيقة من يتتبع هذه الظاهرة يصعب عليه إرجاعها إلى منبع واحد؛ لوجودها بين شعراء تفصل بينهم مساحات جغرافية وثقافية شاسعة، ولكن نستطيع أن نلتمس بعض الأسباب: 
أولا: انعدام مخافة الله عز وجل في قلوب هؤلاء الشعراء، وإلا لو كان يعلم هؤلاء بما يجره عليهم هذا الأسلوب لما تجرأوا عليه، ولو أيقنوا بقوله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) لما دنسوا أنفسهم بترحال هذه الرذيلة.
ثانيا: قلة المروءة ذهاب الحياء، فالرجل الذي خَفَتَ نور الحياء في قلبه لايبالي بما يقول، ولا يراعي عند إلقائه قصيدة مليئة بالفحش والخنا أن من ضمن المستمعين له أخواته وبنات عمه وجاراته ونساء كثيرات محسوبات عليه، ويجب عليه تقويم سلوكهن نحو الأفضل، وإنما الذي يعنيه ويشغل باله حال إلقائه لهذا الكم من الفحش هو كيف يوصل رسالة للجمهور من الجنس اللطيف “إنني رجل free”
ثالثا: انحدار الذوق عند بعض الجماهير، فهؤلاء الشعراء لو لم يجدوا مرتعا خصبا عند بعض الجماهير لما استمرأوا هذا النمط الساقط، ولو أن الجماهير وقفوا وقفة رجل واحد أمام هذا الأسلوب الساقط وأعرضوا عن شعرائه لولدت هذه الظاهرة ميتة.
هذه نظرة تشخيصية سريعة أرجو أن تكون صائبة.
عبدالكريم دوخي المنيعي.
تويتر:do5y
إيميل :aaaa_86_2@hotmail.com