كتاب سبر

فئران الوطني وسفينة الرئيس

في بحر الظُلمات، المراكب القديمة تفتك بها الفئران التي تعيش بداخلها، وتأكل من خيرات بحارتها؛ إذ لا تستطيع هذه الفئران العيش دون أن تقرض أرضية السفينة على سبيل التسلية و(الانتفاع) بكافة السبل المتاحه أمامها، وما إن يتسرب الماء إلى جوف السفينة، دون أن يتنبه الرُبان وبحارته لذلك، حتى تشرع السفينة باختلال التوازن والغرق.
والغريب في هذا الأمر، أن أول من يستشعر الخطر، ويهرب من تلك السفينة، هي الفئران ذاتها، والتى أدت إلى تلك المصيبة، بل أن طاقم السفينة لن يُدرك أنه في خطر إلا حينما يرى الفئران وهي تهرب من السفينة على أول غصن شجرة طاف في البحر، استذكرت هذه المعلومة التاريخية، وأنا أرى أعضاء التكتل الوطني، يتقافزون دُفعةً واحدة، من مركب سمو الرئيس تجاه غصن الشعب، عله يقلهم من جديد، تجاه شواطئ النجاة.
من حيث المبدأ، العديد من أعضاء الوطني، أدركوا خطورة الموقف إذا ما بالغوا فالعيش بجلباب سموّه خلال هذه الأثناء، ولعل أشهرهم النائب صالح الملا، الذي تحوم حول خطواته السياسية (المذعورة) في هذه الأيام، عدة دلالات تؤكد على أن الوضع الراهن، قد تجاوز مرحلة المساومات بأشواط عديدة، فالتعيينات والمناقصات والهبات و (التصفيات السياسية)، وبالرغم من مدى جزالتها، إلا أنها ليست بالكفيل الضامن لإعادة المشهد السياسي الهزلي مرةً أخرى، إذا ما تم حل مجلس الأمة أو في حال استبدال الرئيس، أضف إلى ذلك التجربة (الحدسية) البرلمانية، والتي يخشى الوطنيون تكرار سيناريوهاتها على حساب مصالحهم السياسية والاقتصادية، لذا أعتقد أن الكرة الآن في ملعب ذاكرة الأمة وليست في مواقف ممثليها، فقد جفت الأوراق وارتفعت الصحف، ولا توبة لمن تاب عقب شروق الشمس من مغربها!
ولعل سموّه أدرك مؤخراً أن تاريخ صلاحيتة قد انتهى، وأن عهده قد ولَّى وأفل، حينما شاهد جرذانه التي رباها على حساب الشعب، وهي تهرب إلى أبعد ما يكونُ عنه…..! هؤلاء الوطنيون كما يدعون، لا ينتمون لوطن، ولا لشعب … إنهم ينتمون فقط إلى مومياءات ضمائرهم غير المحنطة، فهذا حصيلة تحالف سموّه مع الفئران، وهذا ما حصل أيضاً في سد مأرب قبل ستة قرون من انتشار الإسلام؛ حيث إن الفساد الإداري أدى إلى أن تقرض الجرذان أصول قواعد السد، حتى انهار فوق رؤوس ساكنيه، وأغرق كل من حوله، فـيا شعب الكويت الأحرار، احذروا الجرذان الهاربة!
حقيقة: حَري بسموّ الرئيس أن يُكثر الشكر والثناء؛ لكونه ليس من ذرية الشهيد فهد الأحمد طيب الله ثراه، فالجميع على دراية تامه بأن الأمر لو كان خلاف ذلك، لكانت كافة الصفقات والمساومات ما بين سموّه وجماعة العمل الوطني، باختلافها وتنوع كافة مداخلها ومخارجها، غير جديرة بأن تثني هؤلاء عن إزالته من منصبة مهما بلغ الثمن، لذا فقد أقضى الشكر.