آراؤهم

بشار الأسد قدس سرّه

تتهاوى الأنظمة العربية بل في سباق بينها إلى مزابل التاريخ، فكل سيقبع هناك حسب ما أوتي به كتابه فلا توجد صفحة بيضاء فيها..  في الغرب الحاكم يخدم الشعب، وفي بلادنا العربية الشعب يخدم الحاكم هكذا أرادوا لنا.. لا نسمع ولا نرى ولا نتكلم.. بل وصل الأمر لدى البعض حدّ التأله وكأنه إله في هذه الأرض إذا أراد شيئا ما عليه إلا أن يقول له كن فيكون، فقد سخروا الأرض وما عليها لخدمتهم.. وما إن تعالت أصواتنا للمطالبة بأبسط مقومات الحياة حتى صرنا جرذان ومهلوسين ومندسين و و و .. ومن ثم أباحوا لأنفسهم كل ما أوتوا من قوة ليرهبونا وأنّا لهم ذلك بعد اليوم.. 
سوريا بالنسبة لي شأن آخر، بالأمس القريب كنت هناك أشرب الشيشة في ساحة المرجا كنا نتابع الثورات العربية دون أن ننبس ببنت شفة، ولكن كانت لغة العيون أبلغ متى تأتي الشرارة التي إن بدأت لن تنتهي إلا بزوال هذا الدكتاتور وليس الدكتور.. لك أن تزور سوريا لمرة واحدة فترى حجم الجحيم الذي يقبع فيه هذا البلد الجميل فكل اللاءات ممكنة هنا.. تلك الوجوه الشاحبة التي أثقلتها سنوات البعث العجاف الذي يجثم فوق الصدور.. ولكم تساءلت هل ستمر من هنا الثورة.. وتحمل معها وزرا ثقيلا توارثته أجيال.. وما تكاد تمر بزنقة حتى ترى تمثالا أو صورة لبشار قدس سره! 
هل ظن نفسه خالدا مخلدا..
هل ظن بأن أحدا من الشعب يحبه وعلى ماذا ولماذا.. 
هل ظن أن الدمار والحصار والدماء التي أريقت والكرامات التي أهدرت ستبقيه بعد ذلك على كرسيه..
ألا يرى ما يجري وكأنه في بلاد أخرى، كما تدعي وسائل إعلامه المهترئة..
ألا يعلم بأن الأمور لن تعاد إلى نقطة البداية.. وعليه أن يتعظ بغيره فالمسألة لا تعدو كونها مسألة وقت، فالتغيير قادم لا محالة مهما بلغت التضحيات من أجل الحرية التي لا يعرفها هو فقد عاش مهانا بضل الاحتلال الإسرائيلي لهضبة الجولان وستبقى إلى الأبد ما دام هم على رأس السلطة..
لقد كشفت الثورات العربية ضالة فكر حكامنا الذين ظنوا بأن لغة النار والحديد هي المثلى وتناسوا بأننا جيل ولد حرّا ويأبى إلا أن يكون كذلك..
وليعلموا بأن زمن القائد الواحد الفرد الصمد قد ولّى دون رجعة وأن زمن الردح والهوسات وتمجيد الأزلام والأصنام قد أكل الدهر وشرب عليه.. فليخجل أن تبقّى لديه ذرة من حياء، وليعتذر مما اقترفته يداه وليرحل، فقد قال الشعب كلمته..