كتاب سبر

شوكولاتة المغرب وشاكليت سويسرا

تناقلت الصحف المغربية الأسبوع الماضي خبراً مفاده، أن مجموعة من شباب المغرب قد قاموا بإطلاق حملة ساخرة في كافة ولايات المملكة المغربية عبروا فيها عن مدى ضيقهم من إنفاق وزير الدفاع على الشوكولاتة أكثر من 5 آلاف درهم شهرياً، مطالبين باستحداث حقيبة وزارية للتشكلت الوطني، وتكليفه باستلام مسؤوليتها، بدلاً من حقيبة الدفاع … انتهى . 
يبدو لي أن هؤلاء الساخرين ضد التشكلت الحكومي، وهم لا يأبهون إذا ما كان وزير دفاعهم يتشكلت على حسابه الشخصي أم على حساب ميزانية الوزارة، لا يريدون معرفة إذا ما كان الرجل يشتري هذه الكميات، ليأكلها لوحده أم أن عائلةً بأكملها تدمن الشاكليت، أم أنه يشكلتها بصحبة الأصدقاء والمحسوبين ! وإنما مبتغاهم تشويه صورة الرجل لأسباب أجهلها ولا أود معرفتها، إذا ما قارنت حال وزير دفاعهم برئيس حكومتنا الرشيده !!
ففي واقع الأمر هناك فروق كبرى بين السخرية لمجرد السخرية، والسخرية المتباكية على واقع الحال، اذ يمكننا أن نسخر من وزير دفاع يُدمن أكل الشوكولاتة، حيث يفترض أن يأكل الأخضر قبل اليابس، ويعيش على افتراس الأفاعي والسحالي إذا ما دعت الحاجة، بدلاً من تقشير حبات الشاكليت.
لكننا سنغضب كثيراً إن عرفنا أن سمو الرئيس يُكثر من التهام الشوكولاتة السويسرية خلال سفراته البطوطية، وإجازاته الخاصه، في الوقت الذي تعصف الرياح والظروف بأحوال البلاد والعباد، ودون سابق معرفة، إذا ما كان هذا الالتهام على حسابه الشخصي، أم على حساب خزينة الدولة… الدولة التي لا توزع الشوكولاتة ضمن تموينها المجاني.
تفاعل العاهل المغربي مع مطالب الشعب (الساخر) وقام بإعفاء وزير دفاعة، وكذلك فعل العاهل الأردني عندما عندما قام بإقالة حكومتة كرمال عيون الشعب (الثائر)، واسأل الله أن ينظر أميرنا بعين الاعتبار لمطالب الشعب (الناطر) لرحيل المحمد وحكومتة السويسرية.
فعزاؤنا في الكويت، شكر الظروف والأسباب التي أدت (إلى) بقاء قلة من أصحاب القرار، -لا تدمن الشاكليت وأفتراس السحالي- و (إلى) أن نحظى بقيادة سياسية عليا، لا تحب أكل الشوكولاتة حسب معلوماتي، وكم وددت أن تدخل هذه القيادة، قضية إدمان الشوكولاتة ضمن المواصفات والمقاييس المرفوضة عند اختيار الرئيس القادم، رضي من رضي وغضب من غضب.
                                                          **********
حكومة المحمد تحاكي قصة المرأة الصماء، تلك السيدة التي يرمي عليها زوجها في كل ليلة يمين الطلاق، فتستمر في ممارسة حياتها الزوجية، وكأن شيئاً لم يكن، فبينما ترمي الأمة يمين الطلاق على سموّه في كل مرة، يستمر سموّه في تحضير الفراش، وطلب الأمة إلى بيت الطاعة، ومن يرفض يتم اغتصاب سمعتة، وهتك عرض كل حرف يتفوه به …. قد نلتمس العذر للسيدة المصابة بضعف السمع؛ لأنها لم تدرك أن الزوج المصون يقوم بإلقاء الطلاق، فتقوم بواجباتها اليومية بشكل روتيني، وبكل براءة، ولكننا ندرك أن حكومة سموّه تمتلك حدة سمع عالية، لدرجة أنها تسمع ما في ضمائر الأمة من كلام، وما في نفوسها سخط، ومع ذلك تتظاهر بعدم السمع على سبيل الاستخفاف بالبشر والاستهانة بعقلياتهم وعواطفهم وطموحاتهم.
‏faisalbnomer