آراؤهم

عندما تتكلم كاهنة دمشق أشعر بالغثيان

في مقابلة أجرتها كاهنة النظام السوري بثينة شعبان مع صحيفة (إندبندانت) البريطانية الصادرة أمس الجمعة 28 تشرين الأول الحالي قالت في غمرة دفاعها عن نفسها حول العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليها ” ليست لدي أصول باستثناء أصول حبي لأهل بلدي، فالأمريكيون يفهمون الأصول على أنها دولارات فقط، وأنا لا أملك دولارات في أي مكان في العالم”. 
وأضافت شعبان “من المثير للسخرية حقاً أن أكون على قائمة العقوبات الأمريكية بينما تباع كتبي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وبإمكاني الذهاب إلى أوروبا إن شئت، لكن خطة سفري الوحيدة في الوقت الحاضر هي القيام بزيارة محتملة إلى السعودية”.
وحول العلاقة مع قطر وتركيا، قالت شعبان “أجد موقف تركياً لغزاً.. لأن سورية فتحت للأتراك البوابة الأمامية للعرب وسمحت لهم بالمجيء إلى هنا من دون تأشيرة، وغمرت بضائعهم أسواقنا، ونحن لا يمكن أن نلتزم بسياسات الآخرين واعتقد أن هناك أسباباً أكبر وأضخم، فسيكون هناك درع مضاد للصواريخ في تركيا، والأخيرة عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)”.
وأضافت “لا أعرف ما هي في الكعكة بالنسبة لتركيا، وحين سمعت بعض التصريحات من قبل مسؤول تركي عنا شعرت أنه كان من المفترض أن يكون المعلم ونحن التلامذة، ونحن لم نفعل أي شيء لإثارة هذا الموقف من تركيا”.
وقالت شعبان”إن موقف قطر يدعو للاستغراب”.
كاهنة دمشق بثينة شعبان لا تملك أصول مالية في أمريكا ولا دولارات وهذا تعرفه أمريكا ونحن والعالم.. وتعرف أمريكا ونحن والعالم أن كتب هذه الكاهنة تباع في أوروبا وأمريكا لأن ما فرضته أمريكا من عقوبات على بعض الضالعين في قتل الشعب السوري وسفك دم أبنائه هي عقوبات رمزية بمثابة مذكرة اتهام تسبق السوق إلى قفص العدالة الذي ينتظرها وينتظر كل أولئك الذين أوغلوا في ذبح السوريين  وتلوثت أيديهم بدمائه.. أما عن حبها لبلدها الذي تدعيه فهو ضرب من ضروب الحب القاتلة التي نراها صباح مساء في شوارع وأحياء وبيوت وزنقات مدينتها حمص العدية الصابرة المصابرة التي تتلقى الطعنات في الظهر من هذه الكاهنة المتنكرة لمياه وملح المدينة التي نشأت وترعرعت في أحضانها، كحال كاهنة أفريقيا (ديهيا) التي – من فرط حبها لبلادها – أحرقت الأخضر واليابس وتركت تلك البلاد التي كانت تمتد كبساط سندسي بواحاتها وخمائلها وعمرانها في كل شمال أفريقيا إلى صحراء قاحلة أورثتها لأحفادها ومن جاء بعدها قاعاً صفصفا.
كاهنة النظام السوري من فرط حبها لبلدها حمص تشير على سيدها بشار أن يرسل إليها فيالق الجيش وقطعان الشبيحة والأمن ليسفكوا دماء أهلها ويستبيحوا حرمة منازلها ودور عبادتها ويدكوا بالمدفعية أحياءها والبيوت على رؤوس ساكنيها وقصف قباب المساجد والمنارات على رؤوس المعتكفين والمصلين والمحتمين بمحاريبها، لتحصد أكبر عدد ممكن من الشهداء يوم جمعة الحظر الجوي الذي ناهز الخمسين ضحية.. ما أفظع هذا الحب وما أشنعه أيتها الكاهنة!!
كاهنة النظام السوري تخطط – كما جاء في المقابلة – لزيارة المملكة العربية السعودية، دون أن تشير إلى دواعي ودوافع هذه الزيارة غير المرحب بها في بلاد الحرمين الشريفين التي تأنف من استقبال هذه الكاهنة الملوثة أياديها بدم السوريين أشقاء أهل الحرم الذين يتحرقون للذود عن أشقائهم الذين يذبحون من الوريد إلى الوريد على يد المافيا الحاكمة في دمشق ومستشارتهم بثينة شعبان، وحتى وإن كان في نيتها الفرار – وقد اقترب الفصل الأخير من نهاية النظام – إلى تلك البلاد الطاهرة النقية، فإنها لن تجد في استقبالها إلا رجال الأنتربول يقتادونها إلى لاهاي حيث محكمة العدل الدولية!! 
أما عن النعوت التي أمطرت بها هذه الكاهنة تركيا الجارة والشقيقة ودعاويها بأن النظام السوري هو من فتح للأتراك البوابة الأمامية للعرب وسمح لها بالمجيء إليها من دون تأشيرة، وغمرت بضائعها أسواق سورية والبلاد العربية فشيء يثير الضحك والسخرية، فأبواب العرب كانت على الدوام مشرعة للأتراك واستثماراتهم وخبراتهم وبضائعهم قبل وصول سيدها إلى سدة الحكم، والعرب والعالم كله يعرف أن تركيا هي من انتشلت دمشق من عزلتها وفتحت لها أبواب أوروبا وأمريكا، ولبت رجاءها في إقناع إسرائيل بالجلوس معها في مفاوضات سرية لعقد اتفاق صلح معها، فسهلت ذلك تحت رعايتها لتكون الداعمة لها والضاغطة على الصهاينة، وأن تركيا كانت إلى الأمس القريب ناصحة وأمينة مع النظام السوري تقدم له النصح والحلول العقلانية لما يجري في سورية من أحداث وتترك له الفرص ليستدرك الأمر دون جدوى، حتى إذا ما أعلنت عن موقفها الشجاع إلى جانب الشعب السوري المظلوم الذي يقتل بدم بارد على يد جلاديه، أصاب هذه الكاهنة وأسيادها في دمشق وإعلامهم الصرع والجنون والسفاهة فراحوا ينعتون تركيا ورجالاتها بأقذع النعوت التي يعاف اللسان عن ذكرها. 
أما عن استغراب هذه الكاهنة من موقف قطر حيال ما يجري في سورية من مجازر وعمليات قتل فهذا دليل إدانة لها ولنظام سيدها، وقد كانت قطر إلى الأمس القريب صديقة متميزة للنظام السوري تشد من أزره وتدعمه في كل المجالات، واستثمارات قطر في المشاريع السورية الحيوية فاقت المليارين، لأن قطر الصديقة كانت صادقة مع النظام السوري وقدمت له النصيحة تلو النصيحة للكف عن جرائمه وسفك دماء شعبه والاستماع إلى مطالب الشعب في تحقيق أمانيه في الحرية والكرامة والديمقراطية بأسلوب حضاري، والتوقف عن الحل الأمني في معالجة ما يجري؛ لأن العنف لا يفضي إلا إلى العنف وخراب البلاد وتدميرها وزيادة الأحقاد والنزاعات والصراعات، وبالتالي دفع المجتمع الدولي للتدخل حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين، دون أن تجد الدوحة عند النظام آذان صاغية إلى كل هذه النصائح والدعوات، وعندها كان لابد لقطر أن يكون لها موقف واضح وحيادي من كل ما يجري في سورية.
أخيراً أقول لكاهنة دمشق أن تقف للحظة واحدة مع بقايا ضميرها إن كان هناك بقية وتراجع حساباتها، ولا توغل كثيراً في تنكب هذا الطريق الذي تسير عليه فنتيجته محسومة، والعبرة العبرة من دروس من سبقنا وليس بيننا وبينها فواصل زمنية وعليها الصدق مع سيدها والإشارة عليه بأن يعتبر.. فأين بن علي، وأين حسني مبارك، وأين القذافي، وقد طوتهم الشعوب في إعصارها الهادر الذي لا تقوى كل طواغيت الأرض في الوقوف في مواجهته أو النجاة منه لأن مع الشعوب إرادة السماء ومع الطواغيت إرادة إبليس وشياطين الأنس، وشتان.. شتان بين الإرادتين؟!