آراؤهم كتاب سبر

الذهب الأسود وحكومة قصر النظر!

من أراد أن يتصور حال الكويت مع موردها الوحيد (الذهب الأسود)، فليخرجها من النطاق الدولي ويختزلها في شخصية رجل يتسلم مرتبا قويا، المرتب كفيل بتوفير حياة كريمة له ولأبنائه، ومن سمات هذا الرجل أنه لا يستطيع توفير شيء من مرتبه، فكأنه أقسم ألا يأتيه مرتب الشهر الجديد وفي جيبه بقايا من مرتبه السابق! فحياة هذا الرجل باختصار شديد هي تجسيد واقعي لمقولة (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب)!!!
لك أن تتصور لو أن مرتب هذا الرجل الذي لا يملك غيره دخلاً انقطع -ولم يكن يعد العدة لهذه الاحتمالات- ماذا سيكون حال هذا الرجل؟، قطعا الضياع!
هذا هو حال الحكومة باختصار شديد مع موردها الوحيد (النفط)، فالحكومة التي لم تقرأ التاريخ ولم تتعظ من تجربة اللؤلؤ الصناعي، وماذا أحدث في دول الخليج التي كان اللؤلؤ موردا أساسيا لمعظم سكانها، حكومة قصيرة النظر ولا تستحق إدارة البلد!
فالحكومة التي تؤمن أنها حلقة في سلسلة الحقب التاريخية لدولة عمرها يربو على ثلاثمائة سنة، لا تكتفي بمورد واحد تلبي به احتياجات شعبها ونهضتها العمرانية، فلابد أن تعدد مواردها حتى تستطيع مجابهة الأحداث في قادم الأيام، فالنفط كغيره من الموارد الطبيعية عرضة للنضوب، ولاسيما وقد ظهرت بعض الأبحاث والتجارب عن إمكانية إخراج النفط من قشور البرتقال كما نقلت إحدى الصحف هذا الخبر، فكيف سيكون حالنا نحن الكويتيون، في حال كان الخبر صحيحاً وصحت التجربة؟! أليس الضياع؟؟؟!!!!
نحن في الكويت، أصبحت هذه الأخبار تؤرقنا وتحزننا كثيرا؛ لأننا نعلم أن هذه التجارب إذا صحت، فسوف تبدل حالنا من حال إلى حال، وتغيّر نمط المعيشة التي نترفه فيها رأسا على عقب!
متى على الله تستطيع حكومتنا أن تزيل عنا هاجس التفكير وتجاوب على سؤال طالما أرقنا: في حال نضب نفطنا ماهو البديل؟!
 
 

أبو الجوهرة
عبدالكريم دوخي المنيعي
تويتر:do5y