كتاب سبر

بشرى غير سارة

هلموا معشر الكذابين، و (ويلٌ) للكذب من شرٍ قد اقترب، ففي الآونه الأخيرة، تجري تجارب على جهاز جديد لكشف الكذب من قبل جامعة برادفورد في شمال إنجلترا؛ إذ صرح حسن أوغيل مدير مركز الحوسبة البصرية في الجامعة قائلاً (لقد قمنا بتطوير نظام يمكننا من خلاله تحليل وجوه الناس لكشف الكذب خلال مقابلة شخصية، عبر كاميرا للتصوير الحراري تلتقط التغيرات في درجات الحرارة على الوجه)!
وأضاف أوغيل في تصريحه، (عندما يختلق شخصٌ ما كذبة معينة، فإن نشاط الدماغ يتغير، فيمكنك اكتشاف ذلك من خلال (الكاميرا الحرارية) مشيراً إلى أن المناطق حول العين والخدين حساسة للغاية؛ بسبب ارتفاع درجة الحرارة، فالتصوير الحراري عبر الكاميرا يرصد لفتات الوجه، صورة بصورة، ومن ثم يتم تحليلها باستخدام نظام يسمى (وحدة تعابير الوجه) الذي يرصد حركات الوجه، والذي طوره عالما النفس الأمريكيان بول إيكمن ووالتر فريسين، وبعد ذلك يتم تجميع المعلومات وإدخالها في جهاز كمبيوتر أنشئ خصيصاً ببرمجة معينة يمكنها التعرف إلى نسبة الحقيقة فيما قاله الشخص المعني بالاختبار.
تخيلوا فقط، لو أننا نستطيع مثلاً استخدام هذا الجهاز بينما نحن نراقب جلسات مجلس الوزراء، أو مجلس الأمة، أو حتى تصريحات مسؤولين كـ (أم فيصل) أثناء تأكيده على عزم الحكومة وجديتها في محاربة الفساد بكل ما تمتلك من قوة وجأش ورباط خيل!
تخيلوا ما سيحل بمنابر معسكرات الانبطاحيين والقبيضة، خلال حديثهم ودفاعهم المستميت عن سموّه، ووصفه بالكثير من الأمور التي يفتقرها، كـ (رجل المرحلة) و (الإصلاحي) و (حاتم الطائي)، تخيلوا أثناء تصريحاتهم المتعلقه بنزاهتهم، وشجبهم واستنكارهم لمظاهر القبض والرشوة، تخيلوا أن نسمع سمسار المراجع الشيعية متحدثاً عن ضرورة الوحده الوطنية، أو أن ننصت و -من حيث المبدأ- لأطروحات أعضاء التكتل الوطني حول الحرص على مصلحة البلاد ومحاربة الفساد، أو أن نراقب دليهي سعد أو أحد من نواب الإسطبل متحدثاً في ندوة يمتدح فيها الأداء الحكومي – وفي أي مجال – بواسطة هذا الجهاز!
انتهى….
وبالمناسبة، لا تحمّلوا لساني أكثر مما قلت من كلام، فأنا قلت: تخيلوا فقط، تخيلوا لا أكثر، أما سوء الظن فهو من تخيلاتكم أنتم أخوتي القراء 
                                                       
                                                          *********
أشجع الناس، هو من يصدق في موضع لا ينجيه منه إلا الكذب!

مثال:
أثناء توزيع غنائم (حنين) أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أعطى من تلك العطايا، في قريش وفي قبائل العرب ولم يكن في الأنصار منها شيء، حتى كثرت منهم القالة وقال قائلهم: لقد لقي والله رسول الله قومه، فدخل عليه سعد بن عبادة، فقال يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ، ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء، قال فأين أنت من ذلك يا سعد؟ قال يا رسول الله ما أنا إلا من قومي. 
مثال آخر:
أعلن عمر بن الخطاب على مسامع قريش أنه مهاجر، بينما كان المسلمون يهاجرون سراً نحو المدينة، وقال متحدياً لهم : (من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي) … فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه.