آراؤهم كتاب سبر

الفوضوية في الكويت!!!

لا يشك عاقل في أن الكويت تمر بمنعطف خطير، وأن الفوضى أصبحت هي السمة البارزة في البلاد سواء على مستوى القرارات الحكومية أو على طريقة النواب لمعالجة القضايا أو على أسلوب رجل الشارع والمواطن في التعامل مع الأحداث.
القضية التي ساد الكلام فيها هذه الأيام في الساحة المحلية هي قضية القيادي في وزارة الداخلية، لو نظرنا إلى فوضوية الحكومة في التعامل مع هذه القضية لوجدناها تكمن في عدم حسم الأمر والتردد في اتخاذ القرار اللازم تجاه ما حدث، فالحكومة كانت سبب رئيسي في إشعال فتيل الإشاعات – حتى تمادى البعض وذكر أسماء البنات المعنيات بالقضية ولا حول ولا قوة الا بالله – لأنها لم تخبر النواب بأن الأمر سيتعامل معه وفق القانون والرجل المخطئ سيلقى عقابه كائنا من كان.
أما فوضوية النواب في التعامل مع القضية، فكانت من جهة التشهير والانسياق خلف شهوة الكلام في القضايا الخطيرة التي تحتم الأمانة على النواب معالجتها بسرية، فالنواب عندما أذاعوا حيثيات القضية واتجهوا إلى وسائل الإعلام لا إلى ولي الأمر  لحل القضية قد نزعوا – شعروا أم لم يشعروا- ثقة المواطن في الجهاز المخول في حفظ سلامته، وكون القيادي أخطأ، فالواجب التعامل مع القضية على مستوى محيطه الشخصي ولا نحمل الأمور أكثر مما تحتمل.
والمؤلم جدا أن التشهير في التعامل مع القضايا أصبح الطريق المعتمد للنواب، ونسي النواب الأكارم أن التعاطي مع القضايا الخطيرة في السرية من هدي الصحابة رضي الله عنهم، فعندما سئل أسامة بن زيد رضي الله عنه لماذا لا تكلم عثمان في امور معينة ؟ قال: ألا ترونني لا أكلمه إلا لأسمعكم، والله إني لأكلمه فيما بيني وبينه، دون أن أكون مفتتح باب شر، رضي الله وعنه ورحمه لم يكن يريد غير الله، وليس كحال البعض لا يريد سوى التكسب ليوم الانتخابات!!!!
أما فوضوية بعض المواطنين في التعامل مع القضية، فأتت من جهة التحدث بكل ما يقال ونقل الأخبار دون الثبت، وإذا سئل ما هو مصدرك؟ قال مصادر سرية!!!!، وأصبحت كلمات سمعت ويقولون هي الديباجة لكل الأخبار المنقولة، وأصبحت كلمة يقولون هي سيدة الموقف!!!!
كلمة (يقولون) التي يتخذها البعض ذريعة ووسيلة لنقل أخباره هي مرادفه لكلمة زعموا التي قال فيها الرسول عليه الصلاة والسلام (بئس مطية الرجل زعموا)، يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله معلقا على هذا الحديث في شرح رياض الصالحين:
قيل:إنما ذم هذه اللفظة؛ لأنها تستعمل غالبا في حديث لا سند له ولا ثبت فيه إنما هو شيء يحكى على الألسن، فشبه النبي صلى الله عليه وسلم ما يقدمه الرجل أمام كلامه ليتوصل به إلى حاجته من قولهم زعموا بالمطية التى يتوصل بها الرجل الى مقصده الذي يؤمه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتثبت فيما يحكيه، والاحتياط فيما يرويه فلا يروي حديثا حتى يكون مرويا عن ثقة.
أبو الجوهرة
عبدالكريم دوخي المنيعي
تويتر :do5y