عاتبني بعض الأخوة الأعزاء على قلبي، وطلب مني كتابة مقال عن الوضع في سوريا، وألا اتجاهل هذه القضية المحزنة!!!
ولم يعلم الأخ العزيز، أنه بعتابه الراقي نكأ جرحا طالما حاولت إخفاءه عن عيون الناس؛ حتى لا يقال عني يتكسب بقضايا المنكوبين!!!!
ولم يعلم الأخ العزيز أنه بعتابه الراقي قد أدخل مشاعر متضادة إلى فؤادي الجريح!!، مشاعر لم يكن لها لتجتمع لولا عظم الخطب الذي أفقد قلبي توازنه!!!!، شعور الحزن على حال الامة التي أصبحت ترضى من نصرة الإخوان بالكتابة والشجب، ونسيت كيف كانت النصرة في سالف الأيام !!!!، نسيت النصرة التي تدفع الخليفة لتحريك جيشا عرمرما لتلبية وإغاثة امرأة مسلمة!!!!
نسيث وتجاهلت معنى النصرة الفعلية التي كان يخاطب بها هارون الرشيد خصومه بقوله: (الجواب ما ترى دون ما تسمع)!!!!.
نسيت!!!!، نعم نسيت!!!!، والأمة يراد لها أن تنسى وتبقى في سبات عميق، وألا تخرج من عالم النسيان حتى لا تحاول استعادة مجدها ومفهومها القديم للنصرة!!!!!
وأما الشعور الآخر فهو الفرح -وسبحان من جعل الفرح يزاحم الحزن في لحظة واحدة في قلب غريب جمع المتناقضات!!!- الذي انبعث إلى قلبي حال قراءتي لعتاب الأخ !!!، فمن أنا حتى يطلب مني كتابة مقال عن وضع الأخوة في سوريا !!!!!
وهب أنني انسقت خلف الأوهام، واعتقدت أنني كاتبا بارعا، فأي مداد سيسعفني على تسطير فجائح ومصائب الأخوة في سوريا!!! وأي قلم سوف يواصل معي المشوار إلى آخر المقال دون أن يلفظ أنفاسه الأخيرة حزنا وكمدا على ما باح به للوراق!!!!
اللهم انصر عبادك المستضعفين في سوريا، اللهم كن لهم وانصرهم يوم قل النصير، اللهم زلزل الأرض من تحت الجبابرة الطغاة، واجعلهم عبرة لباقي الطغاة المعتدين!!!، ربنا بك آمنا وعليك توكلنا، فانصرنا وأنت خير الناصرين !!!!
شكرا لك أخي الفاضل عبدالله مشلش العجمي على استثارة القريحة المكلومة من الأوضاع المزرية!!!!
أبو الجوهرة
عبدالكريم دوخي المنيعي
تويتر:do5y
أضف تعليق