كتاب سبر

التعليم بين الواقع المرير والطموحات المنيرة!!!!

لا يختلف الناس على مكانة العلم والعلماء ودورهم في بناء المجتمع والنهوض بالأمم، فبالعلم تبني الأمة حاضرها وتؤمن مستقبلها، وبالعلم تشيد الأمة صرحها العمراني، وبالعلم تنال الأمم الريادة في المجتمعات الإنسانية، وبالعلم تستطيع الأمة أن تصوغ جيلا ذهبيا يصبح مضرب الأمثال للأجيال القادمة.
ولا يختلف الناس على ان الجهل من اشد الأدواء فتكا بالأمة، وتدميرا لحضارتها، وتضييعا لعزها، فبالجهل تهدم الأمة ما بناه أسلافها، وبالجهل تصبح الأمة مرتعا وأرضا خصبة لممارسة الضياع والتشرد وتضييع الأوقات دونما فائدة، وبالجهل تصبح الأمة مضرب الأمثال في السلبية للأجيال القادمة!
هذا حال الأمة بين العلم والجهل. ولكن هناك امة ليست جاهلة صرفة ولا هي متعلمة، كحالنا نحن إذا نظرنا الى مقومات وعناصر التعليم الناجح وجدنا جلها ان لم نقل كلها متوفرة، ولكن مع ذلك لا نرى أثرا ملموسا على ارض الواقع يبشر ببروز نتائج العلم الايجابية. ما هو السبب يا ترى؟
السبب ان من يطلب العلم، سواء الشرعي او غيره من العلوم لله، ليس كمن يطلب العلم للشهادة، والذي يطلب العلم ليكون عنصرا فعالا في المجتمع، ليس كمن يطلب العلم ليحصل امتيازات مسمى وظيفي معين. فالأول يشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقة تجاه من حوله من الناس، والآخر لا تعدو نظرته محيطه الشخصي، والأول يراقب الله عز وجل ويعلم بأن الله استخلفه في الأرض ليعمرها ويكون خير خليفة فيها، والاخر لا يراقب الا الرزنامة ليذهب الى البنك فور حلول المرتب!
التعليم في الكويت مع الأسف أصبح يسير باتجاه سلبي جدا، والناس أصبحت لا تثق في المدارس الحكومية ولا تستأمنها على تربية أبنائها، والأسباب في ذلك كثيرة، من أهمها مع الأسف غياب الإحساس بالمسؤولية عند كثير من المدرسين، الذين افقدوا هذه المهنة الشريفة مكانتها التي صورها شوقي بقوله:
«قم للمعلم وفه التبجيلا…كاد المعلم ان يكون رسولا».
وكذلك ذهاب هيبة المدرسة ومكانتها العلمية. فالمدارس اليوم في الكويت لا تعني للطلاب المنارة التي يستضيئون بها، بقدر ما تعني لهم مكانا جميلا لتضييع الاوقات!
 
إذا ما هو الحل يا ترى؟
الحل هو إرجاع المكانة السامية للتعليم والمدرسة في نفوس الطلاب، من خلال توفير مدرسين على قدر كبير من العلم والإحساس بالمسؤولية، ووضع المناهج السليمة التي تنمي عقلية الطالب، ليس كما يحدث الآن، العالم من حولنا وصل إلى التعليم الالكتروني ونحن مازلنا نحفظ صادرات وواردات أوغندا!
وختاما:
لو استطعنا إرجاع المدرسة لمكانتها الصحيحة لصح عندنا قول نابليون بونابرت:
من فتح مدرسة اقفل سجنا.
ولكن واقعنا يقول: من فتح مدرسة فقد أهل مساجين المستقبل!
كلية الشريعة جامعة الكويت
تويتر:do5y 

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.