كتاب سبر

وشجاب بسم الله في عشانا

أتفهم تصور القبيضة والانبطاحيين والمطبلجية والرادحون والرداحات حول قضية ضرورة الرد على تجمع الأحرار من شرفاء الكويت، والمعنون بشعار (لا تنقضوا الوثيقه)… ولكن الأمر الذي لا أفهمه وغيري الكثير من المندهشين، هو زج اسم وشخص سمو الأمير بخلافات تدور ما بين أطراف المؤسستين، التشريعية والتنفيذية، كأن يقوم أصحاب الفتنة بجعل شعار (الولاء والطاعة لصاحب السمو) عنواناً لتجمعهم الـ (متحيدر) بالـ (فجور) السياسي؛ فالخصومة وبصورة (الورع) و(الجاهل) الذي لا يفقه أي من معاني المسئولية الوطنية، فما دخل الأمير؟ ولما الإتيان على ذكره في قضيه خلافية لا تستدعي مسألة المبايعة والطاعة والولاء حتى؟ فهي والله وبالله وتالله أشبه بالخيانة، وبوصمة العار على جبين كل من شارك في هذا التجمع معتقداً أن الدافع والمحرك لهذا الأمر، هو الوازع الوطني لتلبية نداء الولاء والبيعه، كما يسوّق لذلك أعداءُ الوطن، فللبيعات صولاتٌ وجولات، وتاريخٌ لا يفقهُهُ أولئك المتراقصون على أنغام الفتنة، تاريخٌ يعرِفُهُ الأمير، وتعيّهِ كافة أبناء أسرة الحكم أدامهم الله ووطد حكمهم، فللبيعة رجالٌ عرفهم (مؤتمر جده) و (تداعيات عبدالكريم قاسم) ونداء (الصامتة) و (الصريف) و(القصر الأحمر)!  
إنها والله لجريمة، جريمةٌ تتنافى مع كافة الأعراف والمفاهيم والبروتوكولات والمشاعر الوطنية، فهل من المعقول اختزال قضية محاسبة (حاتم الراشي) أو أي من أبناء أسرة الحكم، وتأويلها إلى محاولة قلب نظام الحكم وزعزعة مُسند الإمارة السامي! هل من المعقول أن تُزايد فئة على فئة أخرى حول قضية محبة الأمير والولاء له، إنها والله لفتنة، إنها والله لفتنة، إنها والله لفتنة، لعنة الله على من أيقظها، فبيعة الأمير ليست بحاجة لجمع أكبر عدد ممكن من الأطفال والمسنين والمقيمين من مختلف الجاليات للتعبير عنها… بيعة الأمير راسخةٌ ومترسخة في قلب كُل كويتي شريف غيور على مصلحة بلاده، بيعة الأمير أسمى من أن تُتخذ ذريعة لتصفية الحسابات السياسية، بيعة الأمير أجلُ وأكرم من أن تُتخذ ستاراً لتغطية مكامن الفساد والمفسدين، بيعةُ الأمير أكبر من أن تُتخذ وسيلة للتشكيك بوطنية المواطنين والتشهير بمواقفهم، بيعةُ الأمير أشمل من أن تكون حكراً لأحدٍ دون أحدٍ آخر… والأمير أطال الله في عمرِهِ لا يريد ولا يرغب أو حتى يفكر ببيعة لنفسِهِ أو للأسرة، وإنما يُريدُ البيعةَ للكويت، والمحافظه عليها، والحِرص على حمايتها من يد المفسدين الفاسدين لعنهم الله وخيب مساعيهم.
                   
                                                                   ********
في صباح ثلاثاء 26 يوليو الماضي، وتحديداً في قصر بيان، كُنتُ أشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت – فرع الجامعة، وصادف أن كنت وزملائي الأعضاء، في رحاب ضيافة صاحب السمو حفظه الله ورعاه بقاعة الاستقبالات الكُبرى، فأطلق سُموه على مسامِعنا عبارة، كانت ولا تزال تدوي في أذناي حتى يومنا هذا: (لا تنظروا إلى ولائكم للأسرة، انظروا قبل ذلك تجاه ولائكم لهذا الوطن وكونوا حريصين على أن يبقى كما عهدتموه، ولن أطلب منكم ذلك بصيغة الأمر، وإنما هو رجاء من والد لأبنائة)…. انتهى!
                 
                                                                   ********
المعذِرة أبا حمود، أتأسف منك وأرجوا أن تتقبل اعتذاري بالنيابة عن والدتي العزيزة حفظها الله، فمع الأسف الشديد، يبدو لي أن تأثيرات وسائل الإعلام الفاسد، قد تمكنت بالفعل من تضليل شريحة كبيرة من البسطاء والبعيدين عن السياسة وتداعياتها، فقد صُعِقت ليلة البارحة عند سماعي لصوت الوالدة تُردِدّ عِبارة (يخسي مسلم البراك يحكم الكويت، ويخسون كل اللي معاه ووراه يِزيلون حكم أبو ناصر) فاللهم ارحمنا برحمتك يا رب العالمين، وأدم لنا في عمر أميرنا وولي عهده الأمين، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا والأفاقين.
‏faisalbnomer@