آراؤهم

تغيّرت ياوطني

وطني الكويت سلمت للمجد، وطني الذي كان منارة للأحرار والباحثين عن الحرية، وطني الذي كان مضربا للأمثال في الديمقراطية التي جعلته بمصاف دول العالم الأول في الحريات، وطني الذي كان منارة للعلم ونبراسا له، وطني الذي كان درة للخليج وقدوة لدوله، وطني الذي كان يشار له بالبنان لتقدمه عن الركب، بات يشار له بالبنان، ولكن لتخلفه عن الركب هذه المرة، وطني الذي حماه مبارك الكبير وبنى نهضته عبدالله السالم ووضع دستوره وجعل مواطنيه سواسية في الحقوق والواجبات.
خطفوك، وشوهوا وجهك الجميل يا وطني، وعطلوا دستورك؛ فصرت أكاد أعرفك بعد أن صار الشريف يسجن فيك بتهمة حب الوطن، بينما اللص الحقير المرتشي حر طليق، فصرت تعاقب من يحبك ويخلص لك وتكافئ من يخونك ويسرقك وينهبك، وبات الأمين فيك خائنا، وصرت تأتمن الخائن، وأصبح الكريم عندك مهانا وصرت تُكرم اللئيم.
تغيرت يا وطني، وتغير وجهك الجميل وخفُت نوره بعد أن كان ينير الطريق للبعيد قبل القريب، وأضحى شعبك غريبا فيك تنهشه الكلاب المأجورة وكلاب الخاصة، صارت حرمات البيوت منتهكة فيك وكرامات أهلها بعد أن كانت من المقدسات في هذا الوطن، في حين أن الغريب الدخيل صار من أهل الدار وبات مقربا ومحبوبا يتصرف فيها، وفقا لأهوائه ومن يدعمه.
تغيرت يا وطني، فصار أهل الفسق والمجون فيك من علية القوم يجلسون في الصفوف الأمامية ويتحدثون عن الشرف والفضيلة ويتشدقون بهما، ويلتف حولهم بعض الرعاع ممن يقتاتون الفساد على ما يرمي لهم من أيدي أسيادهم القذرة.
تغيرت يا وطني، وصرت تشتت أبناءك وتدق إسفين الفرقة في جدار وحدتهم الوطنية الذي عجز الغزو العراقي عن هدمه، فسجنت أبناءك وشككت بانتماءاتهم وولائهم وذممهم، واستمعت لأصوات الفساد وصممت آذانك عن أصوات الحق.
تغيرت يا وطني فصار شعبك لا يساوي مطرقة، وأبناؤك أرخص من الكاكاو.
اشتقت إليك يا وطني واشتقت إلى أحضانك الطاهرة من مستشاري السوء، واللهَ أسألُ أن يحفظك ومن عليك من الشرفاء وأن يعيدك إلى سابق عهدك وأمجادك، محبا حنونا على أبنائك، فمتى تعود؟!
alharmal@hotmail.com
twitter@Al7armal