كتاب سبر

اللمبي ينصح السوريين

… اللمبي أراه رائعا فهو يضحكني بلا هدف، وبلا هدف أفتش في التاريخ عن بلايا مضحكات، وقد ابتلى الله أمتنا بأفاكين وكذابين ولصوص وشيوخ منصر وكلاب درك  كثر، امتلأت بهم كتب التاريخ، لكن أقسى ما عانت منه الأمة، هؤلاء البهلوانات الذين يستحمرون الناس ويظنون أنهم يلعبون بالبيضة والحجر، ولونهم فاقع من فرط  سماجة ما يطلقون من نكات، ولعل أقدم نكتة أطلقها أحدهم وكان يهوديا يسمى عبدالله بن سبأ، حينما رأى الناس محزونين وحق لهم الحزن-على فراق أمير المؤمنين وسيدهم وإمامهم على بن أبي طالب رضى الله عنه، فقال للمشيعيين: هل تصدقون أن عليا مات؟ ما مات، بل صعد؛ ليسكن السحاب والبرق سوطه والرعد صوته.
وخلصت الحكاية، ولنبدأ المقالة، ولا أدري لماذا تذكرت تلك القصة وأنا أتابع ما يقوله الزعيم العراقي مقتدى الصدر في رسالته إلى (ثوار سوريا الحبيبة) مؤكدا إيمانه بقضيتهم، طيب يا شيخ، شكر الله سعيك، وجعلها آخر أحزانك، لكن هل تصدق نفسك إذ تدعوهم للإبقاء على الرئيس بشار الأسد على اعتبار أنه “معارض للوجود الاميركي والاسرائيلي”.
وأضاف:”كما أن بعضا من أراضيكم لا زالت محتلة ونحن – خذ بالك من (نحن) “للتفخيم” : نؤيد مظاهراتكم لإبداء رأيكم، فهناك الجموع الغفيرة التي رأيها لصالح بقاء الحكومة، وهذا يستدعي منكم كشعب أن تتحاوروا وتتركوا الصدام”.
وحينما طالعت الخبر، عدت ومسحت نظارتي فقد خيل لي من عدم النظافة -أعني النظارة- أن الصورة لابن عمه ساكن جبل الجنوب وحارس بوابة البقاع الأسد المغوار الشيخ حسن.فصرخت: “اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد”، ثم: “اللهم لا تهلكنا بما فعل السفهاء منا”.
وهاتفت صديقا قومجيا يعربيا ثائرا ليل نهار، وسألته:هل تعلم أن الجولان محتلة؟ وهل تعلم أن جنوب لبنان به جنود دوليون؟وهل تعلم أنه يعيش السمك في الماء، وأن شعار الخراف “ماء ماء” ولنرمي إسرائيل في الماء؟ فقال:الله يهديك اصبر قليلا، وشدة وتزول وأكثر من هذا ويزيح المولى، وتبيت نارا تصبح رمادا، لها رب يسويها، واعلم أن بدمشق أسدا هصورا  جسورا يمانع إسرائيل، فقلت: وما الذي منعه وأباه، وقيد منهما الأيدي و الشفاه لإصدار أمر بتحرير الجولان منذ أربعين عاما؟ أغاية الدين أن تحفوا شواربكم وغاية الجهاد أن تطلقوا صواريخ كـ(بمب العيد) وغاية الفصاحة أن تخاطبوا المذبوحين من شعب الشام الذي هو أصل هذه الديانة وعماد بناء الضاد، وتوبخونه على عصيان الأسد، يا أمة ضحكت من جهلها وصياحها وبصلها الساكن عممها الأممُ.
إنهم يا أصدقائي يريدون أن يستحمرونا، وهم يتشبثون بدولة ابن الأسد، ويقولون لنا:رإنه الأسد المرعب الذي –حالا بالا- سيصارع إسرائيل. ولا يدركون أنه لا فرق بين بشار ونتنياهو، ولا بين سلاح إيراني يقتل السوريين وبين سلاح أميركي يرجم الغزاويين، “وهييه بحب عمو الأسد وأكره إسرائيل وإن شاء الله يموت الأسد قتيل”، على رأي شعبولا.