كتاب سبر

الحكيم والحكومة

سألت الشيخ الحكيم المنزوي في كوخه في زوايا “تويتر”، فقلت: مانصيحتك في المرحلة القادمة؟
قال: إذا سمت المقاصد، توحدت الجهود، وإذا خلصت النيّة ماتت حظوظ الأنفس، وإذا قُتِل الطمع في النفوس ارتاح الناس.
فقلت: زدني
قال: القبّيض في المجلس دفّيع في الانتخابات، والمتخاذل في المواقف متلّون ذو حيلة، والثابت رغم الإيذاء حاصد للكرامتين.
قلت: وكيف نعرف المتخاذل؟
قال: دع الألقاب، وحطم الأسماء وأخرس المهاترات، ويمم نحو المواقف، فالرجال مواقف، وللصعاب كبار.
فحرّكت رأسي باسماً، فنظر لي بحزم وقال: احذروا المقتات، وصاعد الموجة، والناعق المتقلّب، وألجموا نزوات العواطف بحزام بنبراس العقول.
قلت: نخشى المستقبل، فقال: لاتخف؛ فالشباب قد أثبتوا للعالم قوة الإرادة.
وتجاوزوا التقسيمات وأظهروا المحبة، وبنوا للمجد بيتا، وللوحدة منارة، ودرسوا العالم الرقي، وأشعلوا العزّة في النفوس، وعلمونا أن للكرامة رجالها.
هنا علمت أننا سنعيش كويتاً جديدة، تحتاج فكراً جديداً، وتعاطياً جديداً.
وعلمت أن عرش الفساد قد انهار، وتمام انهياره عند صندوق الاقتراع.
وأدركت أن الإرادة ليست مجرّد ساحة، بل نبضٌ شهد الكل اكتساحة، وسماء لاسقف لها، ولاضيق بها.
هنا فقط أشرق وجه الشيخ الحكيم وقال: ها قد علمت فالزم الثبات، ومضى لحاله.