آراؤهم

نتائج الانتخابات المصرية.. لم يخسر أحد!!

فعلها الشعب المصري العظيم وتوج بطلا في منافسات العدو نحو الديمقراطية، ترك ساحات الاختلاف، وهزم الخوف، وتغلب علي البلطجية، واستعاد إرادته ورغبته في التحول إلي الديمقراطية وأصم أذنه عن دعوات المقاطعة التي أطلقها دعاة التطرف الثوري الذين يريدون تجميد الوضع عند المشهد الثوري والتقوقع خلفة رافضين السير قدماً نحو التحول الديمقراطي بشكل شرعي و بإرادة شعبية. الانتخابات البرلمانية التي شهدتها مصر علي مدى يومين كانت بمثابة الابن البكر للثورة المصرية والثمرة الأولي في رحلة الحصاد الثوري.
يعتبر ما حدث في المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية صفعة قوية علي وجه المخربين الذين نصبوا أنفسهم حماة للثورة معتقدين أن ميدان التحرير فقط هو ممثل الشعب وأنهم بمقدورهم استغلال الشعب والعزف علي أوتار العاطفة والشعارات، متناسين أن الثورة قامت من أجل إسقاط نظام ديكتاتوري عفن، ولن يسمح الشعب مرة أخري لأحد بأن يلعب بمقدراته واستغلال ثورته ممن ينصبون أنفسهم أوصياء علي الشعب والثورة؛ لتحقيق أهداف رخيصة بعد أن باعوا أنفسهم في أسواق العهر السياسي.
كذلك أدحض المصريون المؤامرة التي كانت تحاك من أجل تأجيل الانتخابات وإبعاد مصر عن الدخول في مرحلة البناء والاستقرار، ولم تفلح اعمال البلطجة وإرهاب الشعب وإحراق البلد والوقيعة بين السلطات الأمنية، والجيش والشعب في إثناء المصريين عن عزمهم السير في طريق الديمقراطية والحرية وتشكيل برلمان ثوري يعبر عن إرادة الشعب.
فلم يكن أكثر المتفائلين يتوقع هذا العرس الديمقراطي الذي شهدته 9 محافظات مصرية وخاصة بعد سلسلة الاضطرابات و الفوضى و الانفلات و الاحتكاكات و البلطجة و نعيق البوم وقرع طبول الخراب لم يكن اكثر المتفائلين يتوقع ان تمر انتخابات المرحلة الأولي بهذا الشكل الحضاري والتنظيمي الراقي في ظل اقبال جماهيري غير عادي وسط حراسة وتأمين من رجال القوات المسلحة خير اجناد الارض.
فالمشهد الذى ظهر به المصريون فى اداء المرحلة الأولى لانتخابات البرلمان كشف مدي قدرة أبناء هذا البلد علي تجاوز الصعاب ورسم مستقبلهم ان ارادوا ذلك اذا توفرت لهم الظروف المناسبة . كشف اقبال المصريين علي المشاركة الانتخابية والقدرة التنظيمية كذب ادعاء ابواق النظام السابق ان مصر غير مؤهلة للديمقراطية وممارسة الحقوق السياسية.
وجه الناخبون خلال عملية التصويت رسالة إلى العالم بأن الشعب المصري قادر علي إعادة أمجاده واستعادة ريادته وأنه قادر على تشكيل خريطة المستقبل بالعزم والإرادة، وأن هذا الشعب قادرعلي تسجيل صفحات ناصعة من تاريخه تضاف إلى سجله الحضاري الذي سطره منذ قديم الأزل. وجه الشعب رسالة للعالم بأنه لا يقبل الوصاية أو الحماية وأنه قادر علي النهوض بالوطن.
بعيدًا عن الخوض فى العملية الانتخابية، ومقدماتها ونتائجها، ففي هذه الانتخابات البرلمانية لم يخسر أحد وخرج الجميع فائزًا بهذه التجربة البرلمانية الحقيقية الجديدة علي الشعب فجاءت المشاركة المجتمعية أعلى من المتوقع، ونجحت الجهات المعنية، وفى مقدمتها المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزارة الداخلية، ومعهما الشعب فى توفير مناخ ملائم لعصر الديمقراطية التي تدخل مصر فيها أولى مراحله.
وبعيدًا عن بعض المخالفات البسيطة، مثل تأخر بعض القضاة في فتح اللجان، ولصق الدعاية للمرشحين في لجان أخرى واستخدام الشعارات الدينية والطائفية، كما حدث في أسيوط، بعيدا عن هذه التجاوزات التي نتمني أن تختفي في المرحلة الثانية والثالثة، حتي لا تفسد العرس الانتخابي فقد نجح المصريون بامتياز مع مرتبة الشرف فى امتحان الديمقراطية، وفى كسب الرهان، والتحدى فى قهر أية مخاوف وصعوبات للإدلاء بأصواتهم، وإثبات استحقاقهم للحرية والديمقراطية.
هذه الروح التي ظهر بها شعب مصر العظيم جعلتنا نشعر بالتفاؤل وبأن شعب مصر قادر علي الخروج من نفق التبعية والطائفية والخلاف والاختلاف إلى آفاق الحرية والديمقراطية، فشعب مصر دائما قادر علي الخروج من الأزمات بشكل يذهل العالم؛ فمعدنه الأصيل يظهر في أصعب الأوقات، الشعب المصري قادر علي تطهير البلاد من بقايا النظام، وكذلك مدعي البطولة الثورية، وتدشين نظام سياسي واقتصادي واجتماعي جديد قائم على الحرية والعدل والمساواة.
حفظ الله مصر وحفظ شعبها العظيم.
أوعاد الدسوقي
كاتبة وإعلامية

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.