أقلامهم

محمد خالد العجمي مخاطباً الإمام الحسين: يا من غرس كلمة (لا) في أفواه الشعوب فخرجت ثمارها «ارحل»

محمد العجمي
الحسين بين سوريا والبحرين! 
أما قبل:
إذا اشتبهت دموع في خدود
تبيّن من بكى ممّن تباكى
(المتنبي)
أضع أطنانا من مساحيق التجميل على محيّا الحروف لتليق بمقامك، فتختبئ الكلمات في ثنايا فمي، وقد اتسعت حمرة الخجل على ملاطم خدودها وتصرخ بالمعاني: دثريني دثريني، فكل أبجديات اللغة ترتعد أمام سموك كمثل جسد حاخام يهودي أمام حائط البراق في يوم سبت، وبنات الفكر يلزمن بيوتهن خوفاً من أن تهتك سترهن مليشيات الطائفية..!
يا ابن الزهراء.. يا أول مهند للتمرد كسر غمد طاعة ولي الأمر، ولي أمر أنت لم تبايعه أصلاً، يا أول سهم ينطلق من كنانة الثورة، يا أول من أسرج الخيل «لإسقاط النظام»، يا أول بذور بساتين الربيع العربي الحسيني، يا من غرس كلمة (لا) في أفواه الشعوب فخرجت ثمارها «ارحل» وزهورها «يسقط»، تعلمت الشعوب من سيرتك كيف تشتعل لحريتها كمثل الشموع، حتى وإن ذابت في شمعدانها، فإن لها في ما بعد تاريخا من نور، ولم يتعلم الحكام منك أن مواجهة حشود الثوار بقوى الأمن ربما تحفظ حكمهم لبضع سنوات وتدفنهم في صفحاته لسنين، وتخلد أمجاد الثوار إلى يوم يبعثون..!
سيدي الحسين بن علي.. يا فدى ناظريك كل المنافقين الذين يقومون بحياكة ثياب محبتك ليستروا عورة طائفيتهم وترهل عنصريتهم، فإن أرض محبتك -سيدي- كمثل أرض ليبيا تحتفظ برفات عمر المختار وتحمل جثة القذافي أيضا.
وعبارة (فديتك يا حسين) مطية من لا مطية له، من المشاريع التجارية حتى البرامج الانتخابية، ونحن في موسم الانتخابات سيدي حيث ينتهك المرشحون وعودهم فتصبح بعد نجاحهم فاقدة
للشرف..!
ولك يا أبا عبدالله مثال في «بعض» الأيدي التي تلطم صدورها حزناً عليك، ثم بنفس الأيدي تـصفق كفوفها لمجازر طاغية دمشق، وكل مدن سورية «كربلاء»، وكل عسكري في جيش بشار هو «شمر بن ذي الجوشن»..
ولك سيدي شرّ مثال بمفتين وعلماء آخرين يدّعون محبتك ويذرفون الدموع بالمناديل على ثوار سوريا، وبنفس المناديل يلمعون صورة بقية الحكام، ويقفون ضد مطالب الشعوب من ليبيا إلى البحرين، وأنت يا سيدنا لم تقل إن الحاكم آنذاك هو الحصن المنيع للمذهب في وجه «أذناب فارس» بل خرجت تلبي نداء من صاح بك!
يا أبا عبدالله.. إنه لمن الغريب في زمننا أن تصادف أشخاصا ينهقون ليثبتوا لنا «إن أنكر الأصوات لصوت الحمير».. حتى «يزيد» لو سمع بخبرهم لقال «أبصق» عليهم تسعا وتسعين «بصقة»..!!
صعلكة:
إياك أن تجعل مشعوذي الحكومة يعزفون بالناي أمام صناديق الانتخاب.. لتخرج أفاعيهم على شكل أوراق انتخابية..!