إننا في عالم يفرض القوي فيه نفسه على الضعيف؛ ليسيطر على من حوله، عالم فيه جميع القوى تتحدى مع بعضها؛ لينتصر فيها الأدهى والأخبث؛ ليتحكم بمكونات العالم كله، عالم يخشى فيه منافسة الأقوى، عالم لا يعيش فيه إلا المتآمر والخبيث؛ لينبت الفتن والدمار في الكون كله، ولا ننكر أنتا جزء من العالم نعيش ونتعايش فيه بمره وحلوه، وكل القوى في هذا العالم تفتخر بمقدراتها وخبراتها في الدهاء والسيطرة واحتواء الغير، ولكن عندما نتكلم عن موقعنا نحن كعرب عامة، فيستحسن أن أبدأ بالأمة الإسلامية وما يحدث فيها آلان من حركات احتجاجية وثورية؛ فلنتساءل في عقولنا هل هذه الثورات في وقتنا الحالي تخدمنا؟ أم أنها تفرقنا وتشتتنا، ويستذكرني قول أحد الصهاينة الملعونين في الدنيا والآخرة عندما قال ” العرب أقوياء ما يكفى وهم قادرون على تدمير العالم بأسره؛ لذا يجب أن نبيدهم جميعا ” خسئت أيها الصهيوني اللعين، وآخر يقول ” العرب مخلوقات أشد قذارة من الحيوانات نفسها ونحن اليهود القوم المختار ولا مجال للمقارنة ” فإلى متى نسمح لهولاء القذرين والمنحرفين والساقطين بأن يتحكموا فينا، أليس فينا عاقل أو حكيم يرشدنا إلى الصواب، أم أنها فرصتهم؛ ليحققوا ما قالوه في إبادتنا وهو بالفعل ما يفعلونه آلان، فقد رشوا الشعوب العربية بمبيد قاتل يفرق بينهم وباسم الحريات والديمقراطيات الخادعة، ونحن انجرفنا وراء شعاراتهم كالمجانين وبدون وعى أو تنظيم، ولا ننكر بأننا نريد الحريات ونحارب لأجلها وبأغلى الأثمان، ولكن ليست التي تأتى من الصهاينة الأوغاد، وأننا قوم أكرمنا الله بالكرامة والعزة وكما يقول المثل ” ثمن الكرامة والحرية فادح ،، ولكن ثمن السكوت عن الذل والاستعباد أفدح ” فنحن ننشد الحريات وننبذ الاستعباد والظلم والاستحقار من حكوماتنا المستبدة ، ولكن علينا بالحكمة لكي نسقط تلك الحكومات الظالمة بعقيدتنا وثباتنا ، وليس من أفواه الغرب العفن.
وعندما أتكلم عن العرب في الخليج العربي خاصة، فكم يؤسفنى ويحزن قلبي ويعصر فؤادي عما يحصل في مملكة البحرين الشقيقة والمملكة العربية السعودية من فتن طائفية وعنصرية تبثها إيران على شعوبنا الخليجية، وهنا يجب أن أقول لكلا الدولتين الجارتين أن يضربوا من حديد كل من يتجرأ على التفرقة والعنصرية والدمار، وألا تأخذهم رحمة أو عطف في هؤلاء المخربين الطائفيين الذين يسعون في الأرض خرابا، فخليجنا غال علينا، ولا نريد أحدًا أن يتدخل في شؤوننا، وكما قال أحد الشعراء الشعبين ” أحبك يا خليج الروح، أحبك يا هوى بالى، على ترابك أنا تربيتُ، وهواك يشرح أنفاسى ” فأرجوكم يا إخوانى في مجلس التعاون بأن نتمسك بوحدتنا ووطنيتنا وبعروبتنا وألا نسمح للأعداء بأن يفرقونا ويدمرونا ، وأن نحل مشاكلنا بأنفسنا وبإرادة شعوبنا، وان نحقق العدل والمساواة والحرية بتكافلنا وتلاحمنا وتآزرنا مع بعض ، وان لا نخضع لاى قوى خارجية فعند إذن يمكن أن ترجع عروبتنا إلى بر الأمان ، ونقول لأجيالنا القادمة هنيئا لكم بخليج عاش مرفوع الرأس ويموت بكرامة وعزة نفس .
عــادل عبــــداللـة القنــاعــى
أضف تعليق