محليات

اتجاهات للدراسات يحلل مضامين الخطاب الأول لرئيس الوزراء الجديد
المبارك ركز على 5 أفكار رئيسية و33 فرعية و11 أولوية و39 آلية تنفيذ للإصلاح

• الشباب والتنمية ونزاهة الانتخابات وضبط الاعلام  والوحدة الوطنية والتعاون بين السلطتين ابرز أولويات الرئيس 

• استرشد بالنهج الأميري في فلسفة الحكم والبناء لإيجاد الحلول ومواجهة المسؤولية الوطنية 

• العمل الحكومي بالنسبة للمبارك يعتمد على الصيغة الجماعية في الأداء  

• 4 آليات فعالة تعهد بها المبارك لنزاهة العملية الانتخابية 

• ثلاثة آليات للحفاظ على الوحدة الوطنية والعبور من مرحلة المواطنة المنقوصة إلى الكاملة 

• مراعاة الواقعية وإمكانية التنفيذ جوهر برنامج عمل الحكومة بالنسبة للمبارك 

• تكريس دور الإعلام الايجابي عبر الحرية المسؤولة واحترام القانون 

• 7 عناصر رئيسية للاهتمام بالشباب أبرزها إشراكهم في تحمل المسؤولية وتبني إبداعاتهم 

• تحديد أسباب الأزمات وتطبيق أحكام الدستور واعتماد المصلحة العامة كهدف مشترك مرئيات المبارك للتعاون مع النواب 



أعد مركز “اتجاهات” للدراسات والبحوث الذي يرأسه خالد عبدالرحمن المضاحكة تحليل مضمون ببعديه الكمي والكيفي،لأول خطاب  لرئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، بعد قيام حكومته بحلف اليمين الدستورية أمام سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه.


واكد اتجاهات أن التحليل العلمي لخطاب الرئيس المبارك ركز على 5 افكار رئيسية و33 فكرة فرعية و11 اولوية و39 الية تنفيذ و5 تحديات و4 طرق لمواجهتها، وذلك بعد الاعتماد على وحدتي الفكرة والفقرة في وقت واحد كاساس علمي في هكذا تقارير, حيث مثل الاطار العام لمضمون الخطاب في مجموعه الكلي macro ملامح خارطة طريق للبلاد في المرحلة القادمة، وعلى المستوى الجزئيmicro، عالج الخطاب خمس افكار رئيسية، هي:الاسترشاد بالنهج الاميري في فلسفة الحكم والبناء عى انجازات الحكومات السابقة والتعاون الحكومي لايجاد حلول للمشكلات العالقة في الدولة واولويات العمل الحكومي خلال المرحلة المقبلة والتحديات التي تواجهها وسبل التغلب عليها.وههو ما يفصله السياق الكمي والكيفي التالي:



اولا: المسئولية الأميرية



اكدت مضامين الخطاب ان هناك تصور حاكم لدى الشيخ جابر المبارك وهو أن الحاكم لابد أن ينشغل بمسألة أساسية وهي مواصلة العطاء في خدمة الوطن والمواطنين، لاسيما فيما يتعلق بمواجهة حالة الفوضى والانفلات المستمرة، وهنا، يمكن القول أن الشيخ جابر المبارك اكتسب من سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله مسألة التحلي بالمسئولية عن قيادة شعب ووطن في ظرف خاص، وهو ما تم التعبير عنه في كلمات محددة في الخطاب مثل قوله “علينا أن ندرك أن مشاعر سموه ودعواته ونصائحه وتوجيهاته لم تنطلق من فراغ بل هي نتيجة قلق مشروع لقائد مسئول يحمل مسئولية وطن وشعب وهي أمانة عظيمة علينا جميعا كل في موقعه أن نستوعب أبعاد تلك النصائح والتوجيهات”. ودعا المبارك في موضع أخر إلى “التخفيف عن أعباء سمو الأمير” ومواجهة ما أسماه “مسئولياتنا الوطنية”.



ثانيا: بناء الأوطان



البناء على إنجازات الحكومات السابقة وتلافي سلبياتها. من الافكار التي تكررت في خطاب المبارك فالحكومات لا تنطلق من فراغ بل أن الوزارات اللاحقة تبنى على تراكم أعمال وتصحيح أخطاء الوزارات السابقة “ثقافة المراجعة”، والنقد البناء والمراجعة الأمينة لسياسات الحكومة السابقة، لأنه لا يمكن لأي حكومة تبدأ من نقطة الصفر، وإلا كانت مهمة بناء الأوطان مستحيلة. وفي هذا السياق، يقول المبارك مشيدا بالحكومة السابقة، رغم الانتقادات الموجهة لها، “ما تحقق فيها من إنجازات مشهودة رغم ما أحاط بها من ظروف عصيبة”.



ثالثا: التعاون الحكومي



بلورة رؤية علمية منضبطة للمرحلة القادمة قائمة على التعاون الحكومي لتلافي المشكلات والقضايا التي ظهرت بوضوح خلال الفترات السابقة. وهو ما عبر عنه بالإيمان بـ “النهج العلمي للتعامل مع مقتضيات الواقع ومعالجة مشكلاته وتجنب تكرارها” وانتهاج أسلوب العمل المتواصل بالقول “علينا أن نواصل الليل بالنهار للنهوض ببلدنا وانتشاله من عثرته”. واعتماد الصيغة الجماعية وليست الفردية في الأداء، لأن التحام البشر يؤدي إلى أوطان قوية وأمم زاهرة وشعوب متقدمة، وهو ما دعاه في خطابه إلى مطالبة أفراد المجتمع بأن “نتعاون لصياغة مضامين منهج عمل وفق مرئيات وتوجهات تحقق الصالح العام وتوفر الرخاء لأبناء الكويت جميعا”.



رابعا: الاولويات وسبل تنفيذها



حدد الشيخ جابر المبارك في خطابه 11 اولوية وتطرق الى  39 الية تنفيذ لها, واوضحت جميعها العناصر ألاساسية في مسيرة الإصلاح الذي ينشده الجميع خلال المرحلة المقبلة، عبر إعادة ترتيب أوضاع البيت من الداخل وفق منظومة متكاملة مرتبطة ببعضها البعض، بتطوير المدخلات القادمة من بيئة النظام السياسي الكويتي وتحسين المخرجات التي تنطلق منه. وهو ما يمكن الكشف عنه في السياق التالي:


• نزاهة العملية الانتخابية

في هذا السياق اكد المبارك على 4 اليات للتنفيذ هي (اعداد مشروعات القوانين – مواجهة محاولات التشويش على الناخبين – تدعيم تكافؤ الفرص والتنافس الشريف بين كل المرشحين – انجاز المعاملات الجماهيرية في كافة القطاعات الحكومية).


• الحفاظ على الوحدة الوطنية

وحدد الخطاب ثلاثة اليات تنفيذ للوصول الى هذه الأهداف (مواجهة محاولات تقسيم المجتمع – تطبيق القانون على الجميع دون استثناء – اعتماد معيار الكفاءة في العمل) وهو ما يعرف في أدبيات علم الاجتماع بالانتماءات الأولية، الذي يفترض تجاوزه للعبور من مرحلة المواطنة المنقوصة إلى المواطنة الكاملة. فرؤية المبارك تقوم على ان الجميع لهم وطن واحد ليس فيه مواطنون ورعايا، فالكل سواء على أرض الكويت.


• مواجهة الفساد

تناول الشيخ جابر المبارك عدد من الاليات التي سيتبعها للقضاء على كافة اشكال الفساد هي (عدم الاكتفاء بمشروع قانون الذمة المالية ومكافحة الفساد – زيادة التعاون مع ديوان المحاسبة ولجنة المناقصات وغرفة التجارة ومؤسسات المجتمع المدني).


• تخطيط برنامج عمل الحكومة

وذلك عن طريق الاعتماد على 4 اليات للتفيذ هي (مراعاة الواقعية وامكانية التنفيذ – ضمان اليات المتابعة – ضمان عناصر الشفافية والوضوح – تدعيم دور الاعلام للتوعية بأهداف الخطة ومضامينها).


• تكريس الدور الايجابي للاعلام

اشار المبارك الى 4 اليات للتوصل الى هذه الايجابية (العمل وفق الاطر القانونية – الاعتماد على الحرية المسؤولة – مواجهة الفوضى والانفلات – الاستعانة بتجارب الدول المتقدمة).


• حسن اجادة المشاريع المختلفة

عن طريق اتباع 6 اليات (متابعة التنفيذ – تسريع عجلة الانجاز – اختصار الدورة المستندية – مواجهة المقصرين ومكافئة المجيدين – ضبط مظاهر العبث في اهدار المال العام – السعي لايجاد نظام عملي ثابت لصيانة المشروعات بعد انجازها).


• الاهتمام بالشباب

كما اكد الخطاب على اليات الاهتمام بالشباب وحددها في 7 عناصر رئيسية (اشراكهم في تحمل المسؤولية – الانتقال بهم الى مرحلة العمل الايجابي – الاهتمام بالتعليم والعمل والتأهيل والترفيه – تشجيع ابدعاتهم المختلفة – مواجهة الامراض الاجتماعية – دعم توجهات البناء والتنمية –  تبني الجهد الشبابي).


• تطوير منهجية العمل في المؤسسات الحكومية

وذلك عن طريق تنفيذ 3 اليات (تطوير الاجهزة الادارية – اعادة النظر في مفهوم الوظيفة القيادية – تفعيل المشاركة الشعبية في اعمال اللجان الوزارية).


• تطبيق القانون على الجميع 

في خطابه أعطى الرئيس المبارك اهتماما لإرساء دعائم القانون في البلاد، وهو ما برز في عبارة “الالتزام بأحكام القانون نصا وروحا” وحدد اليات التطبيق (مراجعة كل جهة ما يخصها من قوانين بعد تقادمها وابراز ما تراه من تعديلات عليه – الالتزام باعداد لائحة تنفيذية لكل قانون بما يمنع الاجتهاد والانتقائية).


• تطوير التعاون مع نواب المجلس

وفي هذا الاطار اكد الخطاب على عدد من الاليات للتوصل الى هذه الاولوية هي (تشخيص وتحديد اسباب الازمات بين المجلسين – التنفيذ الصحيح لاحكام الدستور واللائحة الداخلية – اعتماد المصلحة العامة كهدف مشترك)

خامسا: التحديات وسبل مواجهتها.


وحدد رئيس الوزراء في خطابه خمسة تحديات تواجهه للتوصل الى الاصلاح الشامل وحددها نصا في (الحفاظ على امن الكويت واهلها – التمسك بالثوابت والقيم الراسخة – الارتقاء بالممارسة الديمقراطية – المحافظة على نعم الله التي اولى بها الكويت – التنمية الشاملة وتحقيق تطلعات المواطنين) كما اشار في ذات السياق الى سبل مواجهة هذه التحديات وهي (التحلي بالارادة الجادة – تجسيد روح المسؤولية الوطنية – تقديم التضحيات في سبيل مصلحة الوطن – التعاون البناء بين جميع طاقات المجتمع).