بورتريه

ابتهال الخطيب.. من العمل الأكاديمي إلى محراب الإنسانية

في غمرة انشغال الطائفيين والعنصريين في ممارسة سياسة الإقصاء وتكريس ثقافة التهميش،  تتوجه ابتهال الخطيب إلى ميدان الإنسانية، إذ يحلو لها هناك أن تمسح دموع العجائز الباكيات على ضياع مستقبل أحفادهن، وتنحني لتضاحك الأطفال الذين يترصدهم الضياع، تخرج بعد ذلك  مع الرجال في ساحة “الحرية” لتستنشق الغازات المسيلة للدموع عصراً، ثم تسلك الطريق المؤدي إلى ساحة الإرادة ليلاً فتستكمل مشوار الدفاع عن حقوق شركائها في الوطن ونظرائها في الخَلق.
ابتهال الخطيب استاذة اللغة الإنجليزية في كلية الأداب بجامعة الكويت، حصلت على الدكتوراة من جامعة بولدر استيت سنة 2003، وعضوة جمعية حقوق الإنسان.. تمتلك جرأة عالية في تناول المواضيع الحساسة، دفعتها إلى صدامات كثيرة مع الأصوليين والعنصريين، إذ شُنت ضدها حملة شعواء قبل عام ونصف العام من جانب عشاق االظلام لكنها اكتفت بأن قالت: سلاماً.. ثم أكملت المشوار وواصلت مهمة التخفيف من هموم المضطهدين ومداواة جراحهم.. تلك التي مازالت تنزف منذ اكثر من خمسين عاماً.
وهي إلى جانب ذلك تؤمن تمام الإيمان بأن حرية الرأي والاعتقاد لاحدود لها إلا عندما  تتعارض مع القانون، ويتمثل هذا الإيمان بعدم تدخلها حتى في آراء ومعتقدات أبنائها الثلاثة وهم  طلال ذو الـ21 سنة، وصفاء 17 سنة، والصغيرة ياسمين ذات الـ9 سنوات، حيث قالت إنها لاتفرض آرائها عليهم بل تناقشهم بها كأصحاب حق.
حملت على عاتقها قضايا الإنسان منذ دراستها الجامعية بعد أن حصلت على عضوية الجمعية الثقافية النسائية، وأصبحت بعدها عضوة في مجلس إدارة جمعية حقوق الإنسان لمدة 6 سنوات قبل أن تستقيل من مجلس الإدارة وتكتفي بعضوية الجمعية.
تنتصر لجميع حقوق الإنسان إلا أنها تركز جهودها في قضية “غير محددي الجنسية” الذين ضاعوا بين مطرقة تعسف الحكومات، وسندان إهمال مجلس الأمة، هؤلاء وجدوها مع زملائها الآخرين الناشطين في القضايا الحقوقية المحامي والمنتصر الوحيد لقضيتهم بعد الله، فتخرج في مظاهراتهم وتعقد الاجتماعات مع المسؤوليين والحقوقيين من أجل إيجاد الحلول العادلة لقضية تأخر حسمها وتشعبت وتراكمت على مدى 60 عاماً.
ورغم جهودها الكبيرة في المجالات الإنسانية إلا أنها لم تحصل على نصيبها من الأضواء لأنها لاتجيد مهنة التسلق العشوائي على القضايا  المصيرية كما يفعل غيرها  من الطائفيين والعنصريين ومن أصحاب اللحى والعمائم، فهي التي تسهر لينام المظلومون وتشقى ليحصل المحرومون على حقوقهم، شمعة تحترق من أجل حقوق البشر…إنها باختصار الإنسانة ابتهال الخطيب.