كثرة الأعمال التطوعية في بلد معين، دليل على وعي شعب ذلك البلد، ودليل على حرص أبناء البلد على بلدهم وأنهم لا يتعاملون مع بلدهم، كما يتعامل رب العمل مع موظفه فلا يعطي كل واحد منهم للآخر فوق ما يستحق قيد أنملة!!! لذلك كانت الأعمال التطوعية سمة بارزة للشعوب المثقفة في عصرنا الحاضر.
والمراقب للشعوب الغربية والشعوب الإسلامية يأسف؛ لما يرى من كثرتها عند الشعوب الغربية وضحالة وجودها عند الشعوب الاسلامية، رغم أن الأعمال التطوعية في ديننا الحنيف من أعظم القربات إلى الله عز وجل فالله عز وجل قد غفر لذلك الرجل الذي شعر بان تلك الشجرة تعوق حركة المسلمين، والرسول عليه الصلاة والسلام جعل اماطة الاذى عن الطريق من شعب الإيمان، وهل إزاحة الشجرة عن طريق المسلمين وإماطة الأذى عن الطريق إلا أعمال تطوعية في لغتنا المعاصرة!!!!
يلومنا بعض الناس عندما يرانا نكثر من أن الاسلام هو أسرع الطرق للحضارة والتقدم، ونحن لا نأبه بهذا اللوم؛ فالإنسان عدو ما يجهل!!!،لاونحن لا زلنا نكرر ونعيد الإسلام هو أسرع الطرق إلى الحضارة والتقدم، وذلك أن الإسلام يمتاز على غيره من الأديان والأنظمة بأنه دين إلهي صرف، قد جعله الله الدين المرضي لعباده إلى قيام الساعة، لذلك كان هذا الدين العظيم يتماشى ويجاري كل التطورات بمرونة لم تر في غيره من الأديان!!!
من أبرز تلك الصفات والتي نحن في صدد الكلام عنها أن الدين الإسلامي يربي الفرد المسلم على الإكثار من أعمال الخير، التي يعود نفعها على المجتمع بأسره، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس) ونفع الناس يكون أعظم إذا كان من طرف واحد فقط ودون مقابل ترجوه منهم، لذلك المجتمعات الإسلامية هي أحق مجتمعات الأرض قاطبة بالأعمال التطوعية؛ لأنها من آداب دينهم ومن الأمور التي يثيب الله عليها العباد ويعود نفعها بالخير على البلاد!!
ولعل سائل يقول إذا كانت الاعمال التطوعية مرغب فيها في ديننا لماذا لا نراها تكثر في مجتمعاتنا؟؟؟؟ فنقول له قبل أن نجاوبه – سامحك الله، فقد نكأت جرحًا لا يكاد يندمل- قطعًا غياب الشريعة الإسلامية وعدم تنشئة المجتمع على الإسلام الصافي إسلام محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وليس الإسلام السياسي الذي يراعى فيه مصلحة فئة معينة على حساب عقائد المسلمين!!! فلو تربى النشأ المسلم على مفاهيم دينه الحنيف وعلم بما اعده الله لعباده الذي يعم نفعهم لاخوانهم المسلمين لوجدنا ابناءنا لا محالة في الصفوف الاولى في جميع الاعمال التطوعية التي تحدث في البلاد ولرأينا كيف يحترقون ليضؤوا الطريق إلى إخوانهم وحالهم، كما قال الملك فيصل بن عبدالعزيز:
بعض العرب فعله مع نفسه فعل سراج ….. يضوي للناس والنار في جوف المسيكيني!!
ولرأينا لسان حالهم يقول، كما قال الأمير بدر بن عبدالمحسن:
والله لو دمي يغيث الملاهيف ….. قطعت عرقي لين يصفى نزيفه!!!!
عبدالكريم دوخي المنيعي
كلية الشريعة_ فقه وأصوله
a_do5y
أضف تعليق