كتاب سبر

إنصاف الناخبين!!

حال المرشحين اليوم مع الناخبين كحال الشاعر الأول الذي قال:
                                          وإن يروا ريبة طاروا بها فرحا….  مني وما رأوا من صالح دفنوا 

                                          صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به ….. وان ذكرت بشر عندعم اذنوا!!!

فالناخبون اليوم شرهون على محاسبة نوابهم – وهذا بحد ذاته امر جيد- ولكن مع الأسف هناك أناس لا تتعامل مع النواب على نفس المسطرة، فالنائب المحبوب والمقرب من النفس يتعامل معه على أساس:
                                        وإن جاء المحب بذنب واحد …..     جاءت محاسنه بالف شفيع!!!! 
والنائب الذي لا يوافق الهوى ويعد منافسا قويا لمن نحب يتعامل معه على اساس المبدأ المذكور في اول المقال !!!!.
والحق دائما بين الافراط والتفريط ،والشر دائما كما قال حافظ ابراهيم :في التقييد والاطلاق !!
فمحاسبة النواب السابقين والمرشحين المهيأين للوصول لقبة عبدالله السالم على افعالهم السابقة وعلى وعودهم اللاحقة امر يسهم بشكل كبير في تطوير الاداء للنواب ويجعلهم حذرين جدا في تصرفاتهم مخافة ان يدفعهم الناخبون الفاتورة!!!
ولكن القسوة من البعض في المحاسبة وعدم الانصاف تقلل من قيمة المحاسبة وتساعد بعض النواب السابقين والمرشحين على التمرد ،لما يرى من عدم مصداقية من البعض في التعامل مع اداءه !
أنا من وجهة نظري، إن النائب الذي حاز على ستين بالمأئة في البرلمان السابق على ما به من انحراف كبير وفي ظل الظروف الراهنة والمعطيات السياسية المحلية قد حاز على نسبة جيدة تؤهله لنيل ثقة الناخبين مرة اخرى ،ولكن تبقى المفاجآت سيدة الموقف!!!
فينبغي علينا أن نكون محايديين في تقييمنا للمرشحين ،وان لا ننساق خلف الاشاعات التي غالبا ما تأتينا على بند (يقولون)،والتي غالبا ما تغطى بغطاء الحرص على البلد والمال العام وحقيقتها تنافس غير شريف بين بعض المرشحين!!! 
والغريب في الامر ان الانجازات والمواقف الطيبة للنواب لا تذكر بالشكل وبالكثرة التي تذكر فيها إخفقاتهم ،ولم أجد تعليلا لهذا الأمر يشفي صدري إلا قول الإمام الماوردي حيث قال: (لِأَنَّ الْقَبِيحَ أَنَمُّ مِنْ الْجَمِيلِ وَالرَّذِيلَةُ أَشْهَرُ مِنْ الْفَضِيلَةِ؛ لِأَنَّ النَّاسَ لِمَا فِي طَبَائِعِهِمْ مِنْ الْبِغْضَةِ وَالْحَسَدِ وَنِزَاعِ الْمُنَافَسَةِ تَنْصَرِفُ عُيُونُهُمْ عَنْ الْمَحَاسِنِ إلَى الْمَسَاوِئِ، فَلاَ يُنْصِفُونَ مُحْسِنًا وَلاَ يُحَابُونَ مُسِيئًا لاَ سِيَّمَا مَنْ كَانَ بِالْعِلْمِ مَوْسُومًا وَإِلَيْهِ مَنْسُوبً، وَإِمَّا لِأَنَّ الْجُهَّالَ بِذَمِّهِ أَغْرَى، وَعَلَى تَنَقُّصِهِ أَحْرَى؛ لِيَسْلُبُوهُ فَضِيلَةَ التَّقَدُّمِ وَيَمْنَعُوهُ مُبَايِنَةَ التَّخْصِيصِ عِنَادًا لِمَا جَهِلُوهُ وَمَقْتًا لِمَا بَايَنُوهُ) أدب الدنيا والدين بتصرف.
 
أبو الجوهرة
عبدالكريم دوخي المنيعي
تويتر:a_d05y