أقلامهم

مشاري العدواني يعدد “الشماعات” الحكومية التي علقت عليها أسباب الفشل طوال سنوات مضت

شماعة الاخوان!
مشاري العدواني
 
شخصيا كلما اكتشفت عيبا جديدا فينا واعجز عن إصلاحه ابحث لي عن شماعة أرمي البلاء الذي فيني عليها، على سبيل المتن لا الحصر … فمعركتي مع خسارة الوزن الزائد وممارسة الرياضة كل يومين ونصف أجد لها شماعة!
مرة انتهى اشتراك النادي الصحي ومالي خلق أجدد! ومرة مللت الأكل الصحي واشتقت لأكل المطاعم وتلويث معدتي! إلى أن خلع كتفي في سبتمبر الماضي … وهنا وجدت الشماعة الذهبية كل شيء مؤجل حتى انتهاء العلاج الطبيعي! وكما أنا وانتم معشر بني شماعة فحكومتنا نفسنا وكلنا للشماعات والشماعات لنا!
ليش يا حكومات الثمانينيات ما في تنمية ؟! هناك شماعة الحرب العراقية الإيرانية! وشماعة الوحدة الوطنية! وشماعة الأمن الداخلي!
إلى سنة الـ90 صار الغزو وتحررت الكويت …. ليش شغلكم مو أوكي؟! تهديد العراق والكاولي صدام حسين!
دخلنا بـ2003 تحررت العراق وطاح الكاولي … شفيكم؟! ترتيبات بيت الحكم!
وصلت 2006 وجاءت حكومات الشيخ ناصر المحمد المتعاقبة وصل التأييد البرلماني الى 33 نائبا حكوميين حتى النخاع … يا معودين نريد أي مسمار يضرب بلوح! شماعة التأزيم!
وجاء عام 2011 واخر شماعة حكومية يلخصون فيها كل ما حدث بالساحة ووقع على الحكومة بأنها كانت عبارة عن محاولة لقلب الحكم من قبل الاخوان المسلمين! ههههههه
يا يبا الحركة الشبابية الأخيرة وان رأيتم فيها الإخوان كما غيرهم من تيارات وناشطين وحتى جمبازية ومتسلقين … يتعاركون على الصعود لمنصة أي تجمع لكي يظهروا على الشاشة فإنهم مجرد قلة لا تؤثر والدليل إذا نجح واحد من كل المرشحين الاخوان غير جمعان الحربش العنزي فإنه حلم وتحقق!
 وحتى غيرهم من ناشطين سياسيين بخلاف نواب المعارضة إن نجح مرشح بالثانية واخر بالثالثة فهو ايضا انجاز!
السبب الحقيقي لسقوط الحكومة هو الفشل الذريع في قراءة الواقع وقياس نبض الغالبية التي كفرت بالعبث الحكومي العشوائي الذي أدى للكويتي بأن يكره أخاه الكويتي دون سبب منطقي! والسبب الحقيقي لسقوط الحكومة هي السياسات البالية التي لم تعد تنفع بالسبعة مذاهب!
كفانا وكفاكم رحلة البحث عن شماعة جديدة كلما فشلتم في تصحيح عيوبكم الحل الأنجع للأمة بأسرها بتغيير النهج، وعيش الواقع الكويتي بعيدا عن المنافقين والمتمصلحين والرابحين من بقاء وضع الكويت المزري على ما هو عليه!
 
المواسم!
 
الكتاب الذي رشحته لهذا الأسبوع الأستاذة «سعيدة مفرح» هو : كتاب “المواسم” ليس من أشهر كتب غازي القصيبي رحمه الله، ولا يكاد يعرفه أحد من غير مريديه المخلصين، ومع هذا فأنا أراه أحد أهم كتبه على الاطلاق. الكتاب عميق في فكرته وسلس في اسلوبه وهو صغير الحجم جدا حتى ان القصيبي يعتبره مقالة طويلة. وبالرغم من ان «المواسم» يتناول موضوع الموت، من خلال رؤية القصيبي له وهو يحصد أقرب الناس إليه واحدا تلو الاخر، إلا أنه لا يبعث على الكآبة كما يتوقع الكثيرون بل يرشدنا إلى الأمل من خلال بوابة النهاية.
والكتاب في النهاية عبارة عن بطاقة تعريفية لغازي القصيبي نفسه وعلى كل من يريد التعرف عليه عن قرب، وخلال أقل من ساعة واحدة، قراءة هذا الكتاب الصغير.. العميق والذي كتبه قبل رحيله بسنوات قليلة وكأنه يودع حياته به فيخاطب نفسه قائلا: «وأنت في الخامسة والستين تشعر انك غصن بقي بمفرده على الشجرة. طائر رحلت الأطيار وتركته عاجزا عن اللحاق بها».