آراؤهم

“طرق تحسين الأمن والاقتصاد في العراق – “الطريقة الخامسة

الطريقة الخامسة، هي كيفية محاربة الفساد: هذه الطريقة هي الأكثر تأثيرًا على الأمن والاقتصاد معًا، فلولا الفساد لما تشكلت أية عصابات مافيوية في أي مكان من العالم، ولولا الفساد لصعب مشاهدة أي شحاذ في كل البلاد العربية والإسلامية، فالفساد هو من ينهش خيرات أمتنا الغنية، وهو الذي يقتل ويفقر الناس بالإكراه.
أما بالنسبة للعراق، فيمكن اعتبار الفساد فيه كأحد داعمي الإرهاب وكأقوى شريك له في تنفيذ جرائمه، فالرشوة التي تسهل دخول مفخخة تقتل الناس لايقل خطرها عن خطر المفخخة نفسها، والرشوة التي تساعد على هروب إرهابي قاتل؛ كي يعود لقتل الناس لايقل خطرها عن خطر القاتل نفسه، والرشوة التي توفر معلومات لوجستية للإرهاب هي شريك له في إنجاح عملياته الإرهابية ضد الناس.. وللفساد في العراق ألوان وأشكال عديدة وكثيرة كلها تقريبا دخيلة وغريبة على ثقافة الشعب العراقي الأبي العزيز، فالعراقي كان يأبى أن يمد يده؛ لأخذ الرشوة أو حتى أن يتعامل بها مجبرًا.. لذلك وجب تعدد طرق مكافحة الفساد في العراق.
هنا سأذكر طرق بسيطة التنفيذ عظيمة الفائدة، سأكتبها أملا في أن تعمل الدولة العراقية بها من أجل عراق أفضل، وهذه الطرق هي:
1- تصنيف جرائم الفساد على انها جرائم مخلة بالشرف العام للدولة، ومن ثم عمل سجلات خاصة (ورقية والكترونية) لتسجيل بيانات كاملة عن المدانين بالفساد، توضع هذه البيانات في دائرة معلومات خاصة يتم انشائها لهذا الغرض وتتفرع في كل محافظات العراق.. بعد ذلك يصدر قراربعدم امكانية تعيين أي شخص في دوائر الدولة دون حصوله على تأييد نزاهة من هذه الدائرة، وأيضا يمكن لأي صاحب عمل خاص أن يسأل هذه الدائرة عن نزاهة عماله(بعد اخذه موافقة خطية من عماله)، على أن تسلم له المعلومات مقابل رسوم تستوفيها هذه الدائرة منه.
انشاء هذه الدائرة سيوفر قاعدة بيانات ممتازة للاجهزة الامنية وسيحجم الفساد وسيوفر فرص عمل جديدة لمن سيعملون في هذه الدائرة.
2- توقيع جميع موظفي الدولة على تعهدات قانونية تنص على ان من يدان منهم بممارسة الفساد يعتبر مفصولا من عمله ولايحق له المطالبة باي حقوق من الدولة مستقبلا ,ولايحق له التعيين في اجهزة الدولة مستقبلا وعليه اعادة نصف رواتبه المستوفاة بعد توقيعه لهذا التعهد كعقوبة للتشويهه سمعة الدائرة او الوزارة التي ينتمي اليها …وتوقيع كل من يريد العمل في القطاع العام على تعهد عدم ممارسة الرشوة بنفس الشروط السابقة، والزامه بجلب تاييد بعدم ممارسته للفساد سابقا من الدائرة المذكورة في النقطة الاولى، وعليه ان يقسم على كتابه المقدس(وكل حسب دينه)وقت استلامه لعمله بان يحافظ على شرف مهنته ويحفظ لوزارته كرامتها وسمعتها من خلال عفة يديه.
3- محاربة الفساد اعلاميا من خلال.
أ-عمل اعلانات متلفزة وورقية والكترونية تبين للناس كم هو وضيع ومشين ان يتعامل الانسان بالفساد,اي عمل اعلانات مشابهه لتلك التي تحارب الارهاب.
ب-عمل جريدة الكترونية وورقية او حتى محطة فضائية من اجل فضح الفاسدين المدانين بالفساد باحكام قطعية حتى يكون ذلك رادعا للفاسدين الآخرين.
4-انشاء جهاز امني سري منفصل تماما عن كل اجهزة امن الدولة، وظيفته مراقبة ومتابعة كل الفاسدين والمفسدين في اجهزة الدولة وخاصة الامنية منها، وعمل الكمائن من اجل الايقاع بهم وتسليمهم للقضاء مهما كانت درجاتهم الوظيفية.
5- شمول المرتشي الذي تتسبب رشوته بعمل ارهابي بالمادة 4 ارهاب ,ومعاقبته كالارهابي من الناحية القانونية.
6- تشديد عقوبات جرائم الفساد بشكل استثنائي لمرحلة استثنائية,بحيث تشمل عقوبات مادية ضخمة جدا اضافة للعقوبات القانونية العادية,فالرادع المادي اقوى من الرادع المعنوي او رادع الحبس بالنسبة للفاسدين.
7- تشجيع الناس على تصوير المرتشين من منتسبي اجهزة الدولة عموما والاجهزة الامنية (مثل الدوريات ونقاط التفتيش )خصوصا,من خلال استخدام اجهزة الكاميرات العادية او حتى كاميرات الهواتف المحمولة ومن ثم تسليمها سرا لدائرة النزاهة المذكور في النقطة الرابعة,واخذ مكافئة50% من قيمة الرشوة المقدمة كحق قانوني, اضافة لمكافئة مادية خاصة لمن يكشف تصويره عن عملية ارهابية حصلت او ستحصل.
8- تشجيع اصحاب المحلات التجارية بل وحتى اصحاب الدور السكنية على وضع كاميرات مراقبة في واجهات محلاتهم او دورهم من اجل امنهم الخاص اولا ومن اجل الامن العام ثانيا، وايضا يمكن لأي شخص تلتقط كامرته عمل فساد او عملا ارهابيا ان يطالب بالحصول على مكافئة مادية كما في النقطة السابعة.
9- اعلان العفوا عن اي شخص مارس الفساد سابقا ويريد التوبة واعادة مستحقات الدولة اليها، ومستعد للتعاون في الابلاغ عن تلك الظاهرة في الدائرة او الوزارة التي ينتمي اليها او التي كان ينتمي اليها.
10-عمل استفتاء سنوي بين الناس من اجل ترشيح وزارة معينة وكذلك محافظة معينة على انها الاكثر نزاهة في العراق مما يشجع الوزارات على التنافس في مجال النزاهة.
أتمنى أن تكون نصائحي هذه مفيدة في جعل بلدي العراق أفضل مما هو عليه الآن.. ومن الله التوفيق.
شكرًا لكم وإلى اللقاء في… طرق تحسين الأمن والاقتصاد في العراق – الطريقة السادسة.
عدنان شمخي جابر الجعفري
adnan@adnan1.com
11.01.2012