برلمان

الخطيب يحذر من تسونامي فئوي قد يجرف الكويت إلى “الهاوية”

الأجواء السياسية المتوترة التي تشهدها الكويت في الفترة الحالية، مازالت تلقي بظلالها على ردود الفعل التي باتت تتشظى في كل أطراف الكويت، في محاولة لإعادة لم الشمل وتوحيد الرؤية السياسية، وانتشال الكويت من تسونامي سياسي تأزيمي قد يجرف الكويت إلا ما لا تحمد عقباه. هذا ما شدد عليه  النائب الاسبق د. أحمد الخطيب ورأى أن خطورة الانقسام يفتت المجتمع وخسارة كبيرة للوطن والشعب.
جاء ذلك خلال افتتاح المقر الانتخابي لمرشح الدائرة الأولى احمد العبيد في منطقة غرب مشرف مساءأمس الأول ورأى د.الخطيب بأن الأجواء المحمومة تجعل الغلاة في كفة الإنتصار , حيث أن العقل يتعطل ,والعاطفة تتحكم وشتان ما بينهما . 
ولفت إلى أن الدائرة الاولى  هي في امس الحاجة الى روح التسامح والمحبة في سبيل الوطن حيث الإنقسام   الفئوي حادا , وأعرب عن امله بان تسود المحبة والعقل والولاء للكويت الوطن لتبديد التوتر , ومعولا الأمل على أهل الولاء والحكمة  والذين يدركون مصلحة الكويت جيدا ’ ومشيرا إلى أنهم يمثلون  الأغلبية لدرء وعلاج ماتم الوصول إليه من مشهد غير محمود. 
وحذر الخطيب من خطورة الوضع الاقليمي في عدم قدرتنا على  مواجهة الخطر المحدق بنا في ظل الصراع المشتعل  الذي لا معنى له سوى تدمير الوطن، والمطلوب هزيمة هذا المنطق لأنه مدمر من خلال الاخلاص للوطن وحسن الاختيار من يمثل شرائح المجتمع في هذه المنطقة جميعا دون استثناء لأنه الحل الرادع للتمزق الوطني لسد الطريق امام من يحاول ان يهدم هذا الوطن. 
ومن جانبه، قال النائب السابق أحمد النفيسي إن الانتخابات القادمة تعد فرصة يفتح خلالها الكويتيون قلوبهم لبعض للحديث بحرية عما يعتقدونه ويصغون لبعضهم، مؤكداً أن المجتمع الكويت في حاجة لسماع وإصغاء لبعضه البعض، مشدداً على حاجة المجتمع للتبصر بدقة نحو الانتخابات التي، قال عنها إنها تمر والكويت توشك على أزمة وصفها بالأخطر منذ تاريخها. 
وأضاف النفيسي: إن الأمر أكبر من رفع الحصانة عن المسلم أو ما حدث للبدون إنما الأمر عن أزمة أخطر من احتلال الكويت كما وصفها، مؤكداً إنها أزمة إفلاس أو انهيار الدولة خلال فترة لا تزيد عن 20 عام أو أقل، مشدداً على أنها سوف تظهر خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكداً أن هذه القضية سبق وان طرحها جاسم السعدون ولم يستمع أحد لتحذيراته، مبدياً تخوفه من عدم الاهتمام بهذا الأمر. 
ولفت: أن الأزمة الموشكة سوف يكون ضحيتها أطفال الكويت مستقبلاً، مؤكداً أنه خلال العام 2020 سيدخل سوق العمل الكويتي أكثر من نصف مليون مواطن، في الوقت الذي يشهد حالياً ما وصفه بالذل الذي يواجهه أبناء الكويت في البحث عن الوظائف، مشيراً إلى أن نحو 50% من وظائف الدولة الحالية بمثابة بطالة مقنعة وأنهم لا يعملون عمل حقيقي، موضحاً أن بند الرواتب خلال هذه الفترة سيأكل جميع دخل النفط ولا تجد أي من مؤسسات الدولة الأخرى مصدر للدعم. 
وأكد النفيسي أن هذه الفترة (2020) تحتاج لزيادة في سعر النفط تصل لـ 300 لكي تستمر الدولة قائمة حتى عام 2025، لافتاً أن هناك أمور أخرى بخلاف ذلك قد يتعرض لها العالم مثل الكساد والأزمات المالية مثل التي مرت من قبل وقد تتكرر مرات عدة، مؤكداً أن البلاد متجهة نحو كارثة خطورتها القصوى أن البلاد تواجه كل هذا والمجتمع في أسواء حلاته، قائلاً أنه “ممزق بين الطوائف والقبائل والفئات الاجتماعية”، لافتاً أن الفساد بات ينخر في جسد المجتمع والأمور يتولاها قيادات وصفها بـ “الفاسدة”، مؤكداً بأن هذا الوضع ما تتجه به سفينة الكويت وراكبها اللاهيين بصغائرهم دون النظر للصخور على حد وصفه. 
متسائلاً: كيف وصلنا إلى ما نحن فيه الأن؟.. وكيف ننقذ بلدنا؟.. ، سارداً نبذة عن التاريخ السياسي للكويت وكيف أسسها الشيخ الراحل عبد الله السالم على أسس دستورية وديمقراطية تساوي بين المواطنين وبعضهم وعدم تميز أبناء الأسرة عن أبناء الشعب الكويتي، مؤكداً أن الشعب الكويتي جبل على مبدءا ” القرآن هو قرآننا والدستور هو دستورنا”، مشيراً إلى أن الاهتمام الأول للشباب الكويتي هو وطنهم الإسلامي وبلاد المسلمين منها أفغانستان والبوسنة والشيشان والدول التي تشهد نضال لتطبيق الحكم النظام الإسلامي، مشدداً على أن ولائهم في الداخل فهو لولي “الأمر”، مؤكداً أن ذلك هو المطلوب. 
وتطرق النفيسي نحو المحاولات التي هدفت لتنقيح الدستور من خلال لجنة لتنقيح الدستور ومجلس 81 ولم ينجحوا، فضلاً عن محولات عدة للسيطرة على المجتمع عبر تقسيمه حسب المناطق السكنية والعزل حسب القبائل والطوائف والتجمعات الفئوية وتقسيم الدوائر الانتخابية، مؤكداً أن كل ذلك بهدف السيطرة على البلد، مندداً بما وصفه “بأحكام الهيمنة وإستيعادة المشيخة بتكريس قيادات إدارية فاسدة” تقوم بتنفيذ المشاريع والمناقصات وتمرير المعاملات التي يستفيد منها النواب الفاسدين حتى باختراق القوانين حتى أفسدوا الدولة على حد وصفه. 
وأشار النفيسي أن هؤلاء استطاعوا السيطرة على مجلس الأمة وتحققت لهم الأغلبية النيابية لتساعدهم في تمرير أي قانون يريدونه، لافتاً أنهم لم يكتفوا بذلك حتى واجهتهم مشكلة “حرية التعبير” بالنسبة لهم، مشيراً إلى الصحافة “الفاضحة” للسرقات والرشوات كما حدث بالنسبة “للرشوات المليونية”، مؤكداً أنها كانت عائق أمامهم لم يستطيعوا السيطرة عليها، ومن جانبها الحرية المحمية بالحصانة البرلمانية، مؤكداً أن حرية التعبير داخل مجلس الآمة وحرية الصحافة هم أخر ما تبقى للكويتيين من حصون يريدون اقتحامها على حد تعبيره. 
وطالب النفيسي بالنظر لمستقبل الكويت وأبنائها واخذ القدوة من الشباب المتوحد في ساحة الإرادة، داعياً غلى مساندتهم في الخروج بجانبهم يوم 2 فبراير وإعطاء الأصوات للكفاءات الوطنية الذي يفرضون حكومة كفاءات ورجال دولة لنتعاون معهم، لافتاً لاحترامه للشيخ جابر المبارك وحكومته وتقديره لشخصه، قائلاً أن لم يتلوث مثل الآخرين ولكن عليه الآن مسؤولية الحفاظ على الانتخابات والتصدي للفرعيات وشراء الأصوات كما دعاه. 
بدوره استغرب مرشح الدائرة الاولى احمد العبيد من تكرار نفس الكلام في الدواوين والصحف بأن الانتخابات مختلفة ومفصلية تحدد مستقبل الكويت في كل الانتخابات السابقة لكن هذه المرة الانتخابات غير لأن الوصف عميق ومختلفا وواضح لأن الناس غير قادرة على حسم قراراها بسبب تغير المشهد السياسي الذي لم يعد وضعه كما في كل مرة سابقة. 
وقال العبيد انه منذ سنوات تأتي الانتخابات والحكومة واحدة ومعروفة والنواب اما موالاة او معارضة لكن المشهد كله الان اختلط وساح على بعضه ولم نعد نعرف فالحكومة المفترض بها انها حكومة واحدة لكن اليوم بها 5 او 6 رؤوس وبها اكثر من فريق، وكل واحد يحفر للثاني، اما بخصوص المجلس فنجد ان النواب ليسوا موالة أو معارضة بل اصبح لدينا خلطة غريبة فمعارضوا الامس اصبحوا موالين وموالين الامس اصبحوا معارضين فاختلط الوضع امام الناس ولم يعد هناك لونا مميزا بل هناك اكثر من لون ولذلك لا يمكن لوم الناس على اختلاط الامر عليهم. 
واضاف العبيد ان الحكومة تملك كل شيء 37 مليار دينار وخطة مر عليها عامين ونصف دون ان يكون هناك اي انجاز وكل ما هنالك وقت وفلوس ضاعت، لافتا الى ان الحكومة برغم انها تملك كل شيء إلا انها لا تملك اتخاذ القرار وإلا كانت ارتاحت وريحتنا وفكتنا من كل ما يحدث وكأنها مكتفة بسبب الهائها في صراعات جانبية. 
وتابع انه بالمقابل نجد المجلس الذي اختاره الناس فنجد ان المعارضة غير الواضحة خلقت حالة من التوهان والضياع، صحيح ان بها جزء مكون من عناصر نظيفة لكن ايضا بها جزء مشوه وغريب ولا يمكن نعتها بالمعارضة فاحد المعارضين خريج فرعيات ويطالب بتطبيق القانون واخر متشدد يطالب بالحريات وثالث اقصائي يطالب بالتعاون وتالي قبض شيكات ومزارع وصالات ويتحدث عن النزاهة والشرف. 
ولفت الى انهم اي المعارضة يراهنون على ذاكرة الشعب فبعد ان اوصلوا رئيس مجلس الامة للكرسي 3 مرات خرجوا للساحات ويشتمون رئيس مجلس الامة ومن كان يتهم الديموقراطية بالكفر يتحدث اليوم عن الديموقراطية والحرية وكيف انهم وصفوا رئيس الوزراء السابق بانه رجل المرحلة ورجل اصلاحي وسوقوه للناس لكن القوى الوطنية لم تقل ذلك رغم الاتهامات لها بالمزايدة لكن نحن مسطرتنا واحدة وموقفنا واحد ليس بمتغير. 
واوضح العبيد ان اي مرشح لابد ان يكون كاشف رأسه وصادق مع الناس ويضع هويته السياسية على صدره ويفخر بها وان يكون موقفه واحد وواضح لأن الكويتيين ملوا من المتلونين والملوثين ويريدون الوضوح كي يدلون طريقهم، مؤكدا بأن من ضلل وشكك الناس ان المعارضة تبكي وتصارخ رغم انها في السبعينات لم تفعل ذلك ومارست دورها ووضعت القوانين بكل شجاعة ولم يحتجوا فقط بل وضعوا ايديهم على الجرح وقدموا العلاج. 
وقال العبيد طوال عمرنا لدينا مشكلات وستظل المشاكل لكن الناس بدأت تفقد الامل وتيأس ولديها قناعة بأن كل شيء ينتهي الى لا شيء واخطر ما في الامر ان تعيش الناس مرحلة اليأس بسبب عدم وجود الناس الصادقين فاخطر شيء ان لا يكون للناس امل في التغيير والتقدم والتطور ليتحول المجتمع الى فاقد للقيم وتكريس سياسة الازلام والرشوة والفساد وترسيخ مبدأ من ليس لديه ظهر يذهب ليموت ولابد أن لا نصل الى هذا المستوى لأن الكويت ليست هكذا. 
وشدد على ان رئيس الوزراء القادم لن يحصل على اي صك او اشادة ايجابية الا اذا تغير النهج واتى فريق حكومي متكامل ينتشل الكويت مما هي فيه واتت الكفاءة كما اننا لا نريد معارضة ترفع من سقف التصعيد وتصارخ وتتحول الى ظاهرة احتجاجية صراخية فقط دون الوصول لنتيجة، غير اننا في حاجة الى اناس قادرين على انتشال البلد مما فيه وتحرص عليها وعلى اهلها بشكل متوازن سقفه الدستور ومسطرته سيادة القانون عنوانه العدالة بين الناس. 
ورد على من يردد كلام بأن الدائرة الاولى فيها تطاحن وتفتيت ومجزأة اجتماعيا بقوله انطموا واكرمونا بسكوتكم والبضاعة التي تعرضونها علينا في الدائرة الاولى لا يوجد لها زبونا .. اذهبوا بها الى دائرة اخرى لأن دائرتنا موحدة ليس بها فرق، ومهما حاول هؤلاء دفع اموال وتنزيل مرشحين وتقسيم الناس فنحن نذهب الى المواطنين في كافة مناطق الدائرة للاستماع الى همومهم وهي واحدة لأن الناس تريد ان تعيش في محبة وسلام وطلباتهم واحدة ولا تريد ما يحاول هؤلاء زرعه. 
واختتم العبيد حديثه بالتأكيد على ان اهل الدائرة الاولى ال71 الف مواطن في 2 فبراير سيردون على هؤلاء باختيارهم الافضل والاصلح ممن يحرص على الكويت ودستورها واهلها ومستقبلها.