آراؤهم

عادي مع مرتبة الشرف!

هل أنت شخص عادي؟ سؤال أطرحه على كل من أراهُ في محاضراتي و دوراتي، وأكثر إجابة أتلقاها هي «الصمت»، أتعمد أن أطرح هذا السؤال؛ حتى أصنع الحماس في الشخص وأجعله يبحث في ملفات عقلهِ عن طموح يسعى له في حياته وحماس بمثابة الوقود الذي يجعله ينطلق نحو الطموح، وأقصد بـ«العادي» هو من يولد ويعيش عمرهُ ثم يتوفى دون أي تغيير أو ترك بصمة في هذه الدنيا، وحتى في ذاته ؛ أي لا طموح لهُ ولا هدف؛ تحركهُ الدنيا حيث ذهبت ما يتقنهُ فقط هو الأكل والشرب والنوم!!! فهل أنت إنسان عادي؟
أما النوع الثاني فهو «الناجح» من يجعل الحياة محطات يترك فيها بصمتهُ ويصنعُ إنجازاتهُ بكل همةٍ و حماسٍ ورؤيةٍ واضحةٍ ومهارةٍ متقنةٍ، باختصار هو من “يترك أثر في حياة البشر”.
هل خلق الله عز وجل هؤلاء ناجحين؟ وهؤلاء عاديين؟ أم جعلنا سواسية، وكلٌ منهم قرر ماذا يريد أن يكون في حياته!! أضرب لكم مثال: لو أتينا بشخصين وأعطينا كل واحدٍ منهما لوحةٌ بيضاء وألوانًا، وقلت لهم أرني إبداعك بالرسم، فقام الأول ورسم صورةً جميلة، بل رائعة وظف فيها جميع عناصر التميز وألوان متآلفة تفتح النفس، وأما الآخر، فترك اللوحة بيضاء، كما هي وحتى الألوان لم يتعنى لفتحها بحجة “ليس لدي فكرةٌ ماذا أرسم!” هؤلاء هم بالضبط كالناس العاديين والناجحين في هذه الدنيا، والفرق الوحيد بينهم هو أن الناجح أخذ «قرار» جاد في ترك بصمة وتحمل مسؤليته وعمل على خطته؛ لتحقيق رؤيته وطموحه، أما العادي فلم يكلف نفسه حتى بقرار ودائمًا يسوف ويؤجل و يقول ماذا أصنع فقد صنع الناس كل شيء ماذا سأضيف للدنيا!! وهنا أتذكر هذه المقولة الرائعة: “إن لم تزد على الدنيا فكنت زائداً عليها”، والآن اسأل نفسك عزيزي القارئ هل تريد أن تكون إنسان عادي؟ أم إنسان ناجح نفتخر بهِ؟ أما حان وقت التغيير والنجاح؟ أما حان وقت اتخاذ القرار!!
ختامًا، كل الناجحين من قرأت سيرهم أو رأيتهم، وحتى من تحدثت مهم كانوا سر نجاحهم أنهم أخذوا «قرار النجاح» في مجالاتهم ومهنهم وتخصصاتهم فتأثروا وأثروا وغيّروا حال البشرية وعلى رأسهم قدوتنا النبي صلى الله عليه وسلم.
الكاتب/ أ.أحمد سامي بوعركي
@aBoarki