آراؤهم

فالِك المجلس

تمر البلاد في عرس ديمقراطي تغبطنا عليه الدول الأخرى، لكن على جمال هذا العرس إلا أن هناك عنصر أساسيٌ ناقصٌ ومطلوبٌ!! هنا.. أنا لا أكتبُ مقال في السياسة، ولكن سأركز على الجانب الاجتماعي منهُ، و ما المطلوب مِنَ مرشحين وناخبين؟ بل و ما المطلوب من كُلِّ البشر! أتعلم ما هي؟ إنها «التنمية الانتخابية»!!
وأقصد بالتنمية الانتخابية فن التعامل مع الآخرين، وهي من أهم مهارات التواصل الاجتماعي بين البشر، فإن فقدها فقد حبلَ الوصلِ بينه وبين المجتمع، فكلُّ المرشحين يسعون للوصول إلى قبْة البرلمان، لكن من منهم يملك التنمية الانتخابية في ذاته ويتعامل معها مع خصومهِ برقي وأدب؟ او حتى مع منافسيه من المرشحين!! يضيق صدري عندما أرى مرشح ينتقد، يسب، يشتم، يغتاب ذوات المنافسين لهُ ولا ينتقد فِكرَهُم أو فِكرَتَهم أو برنامَجَهم الانتخابي أو أهدافهم الإصلاحية او السياسية ولكن اصبح التركيز على الشكل او التيار الذي يدعمهُ، أين فن التعامل مع الآخرين أليس المسلم من سَلِمَ المسلمون من لسانهِ ويده كما قال النبي صلى الله عليه وسلم؛ أوَليس الدينُ بالمعاملة و التعامل الراقي!
سمعتُ أحد المرشحين يُلقِب الآخر بـ«أبو لحية» و آخر يقول أولى أولوياتي عن دخول المجلس وبعد القَسَمْ هو سب و شتم فلان و فلان!! وهناك الكثير من الأمثلة، لكن هل هذا تعامل المُسلِمُ للمُسلِم؟! ولكن هناك من يتخذ أدبُ الحديثِ ورُقي الحوارِ شعاراً يعملُ ويتعامل بهِ مع الآخرين، يمدحُ إنجازاتهم ومواقفهم و ينتقد أفكارهم وفكرهم لا شخصِهم وذواتِهم، فالله عز وجل كرم الإنسان و قدرها ثم أمرنا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بِحُسنِ التعاملِ مع الجميع فكان عليه الصلاة و السلام يتعامل بالأخلاق والأدب و الرُقي مع الجميع حتى مع المشركين، فها هو يُجَرُّ من رِدائِهِ من إعرابيٍّ فما كان ردتُ فعلهِ إلا أن تَبَسّم ! أين الإقتداء بالقدوة؟
ختاماً، أتمنى أن يكون هناك تنمية انتخابية كشرط أساسي للترشح لمنصب يُمثِل الأمة، و نرى فنون التعامل الراقي واقعياً في عرسنا الانتخابي، و من يعمل و يتعامل بهذا الأدب و الرُقي و الأخلاق فأقولُ لهُ… «فالك المجلس».
الكاتب/ أ. أحمد سامي بوعركي
تويتر:@aBoarki
Sent from my iPhone