أقلامهم

اقبال الأحمد بدون همز ولمز

بعيداً عن الهمز واللمز
 إقبال الأحمد
قد نفاجأ في الانتخابات المقبلة بتغيير في نهج الاختيار لاعضاء مجلس الامة ومعاييره من قبل شريحة محددة من المجتمع الكويتي، عرف عنها انها الاغلبية الصامتة التي كانت في موقع المشاهد والمتابع بصمت… في الوقت الذي كان الخوف والقلق والاحباط تعتصرها من الداخل… فقررت طلاق السكوت والتعبير عن رأيها بصوت عال.
وبسبب ما اصاب مجلس الامة السابق من هزل في مستوى الاداء والحوار والتعبير عن اختلاف وجهات النظر بأسلوب وطريقة لم يتعودهما المجتمع الكويتي ولم يتخيل انه سينحدر الى هذا المستوى… الى ان اختتم هذا المشهد بالقبيضة والاقتحام الشرس لبيت الامة وبيت اهل الكويت كلهم.. مما تسبب في استمرارية حالة التأزيم وجمود المشهد الكويتي في كل مجالات الحياة… لكن هناك مشهدا واحدا وهو التردي في الاداء وبخاصة من قبل من يجب ان نقتدي بهم بعد ان اخترناهم ليتحدثوا باسمنا ولساننا.
وبعد حالات الكر والفر والتي تبادل بطولتها افراد قوات الامن وجموع المعترضين.. اما اعتراضا على مبدأ واما على احكام صدرت لم تعجبهم ووجدوها ظلما من وجهة نظرهم… فأبوا الا ان يسمعوا ويقرأوا ما يرضونه ولا شيء غير ذلك… تشكلت رؤية جديدة في مجتمعنا انقلبت عندها معايير التعامل مع الآخرين.
وبعيدا عن الاسقاطات واسلوب الهمز واللمز… سأكون اكثر وضوحا… فالانتخابات المقبلة قد تدخل عناصر تتبع نهجا واسلوبا سواء في الحوار او النقاش… كانت يوما من الايام مصدر استهجان ورفض وعدم قبول…الا انها وبعد ان وجدت ان الصوت الآخر المؤزم ارتفع كثيرا وتجاوز حدوده وخرج عن اصول الحوار والنقاش لانه لم يجد من يتصدى له ويوقفه عند حده… وجدت شريحة من هذه الاغلبية الصامتة ان الحل لا يكون الا بايصال من يوقف هؤلاء عند حدهم… ومن يستطيع الرد عليهم بالاسلوب نفسه.. لعل وعسى ان الطرف الآخر يفكر قبل ان يتمادى اكثر واكثر، وهو ما كان يشكل لهذه الفئة مصدرا للقلق والازعاج طيلة الفترة الماضية كما يبدو واضحا.
والطريف ان العناصر الجديدة المتوقع وصولها… والتي تعمل الجماهير الصامتة على ايصالها، تعترف بانها ستصل حتى تتكلم باللغة نفسها التي يتحدث بها الطرف الآخر.. وان تطلب ذلك الانحدار الى مستويات متدنية من الحوار والتي تقول انها الوحيدة التي يفهمونها.. رغم انها تعلم ان البعض قد لا يتفق معها في هذا التفكير ويفضل الاستمرار بالمحاولات لاسكات تلك الفئات بطرق اخرى.. الا انها تصر على ان لا مجال للصبر اكثر، فقد طفح الكيل. 
اما الغريب.. فهو ان ذلك يتم بتشجيع من هذه الشريحة التي اصابها الاحباط وحالة من اليأس من الاغلبية الصامتة… والتي لطالما كانت ترفض وتنتقد أي انحدار في مستوى الحوار كما شهدنا في مجلس الامة الاخير.
وتعترف تلك الشريحة انها قد لا تكون مقتنعة ببعض اختياراتها، لكنها تجد مبررا لها اليوم وفي هذه الظروف بالذات.. وانها مجبرة اليوم على ايقاف الاصوات المزعجة في مجلس الامة السابق والمتوقع عودتها الى المجلس الجديد بما يتناسب معها…حتى كما يقال بالكويتي «تبرد جبودنا»… بمعنى ان تثأر لنا وتضع حدا لتجاوز الطرف المعارض في اسلوبه… فتجد من تحسب حسابه في المجلس المقبل بعد ان ظلت الساحة خالية لها، «تسرحون وتمرحون فيها».
فعلا تغيرت معايير الاختيار، بعد ان تغيرت معايير الاختيار في هذا المجلس… وستكون مخرجات الانتخابات المقبلة مخرجات انتقامية سواء في الطرف المعارض الذي سيعيد انتخاب ابطالها بتصميم اكثر… فيما ستعمل الاغلبية الصامتة، المحبطة والخائفة على ايصال اسماء جديدة تعرف كيف تتفاهم مع الاصوات العالية التي لم تتعود ان يقف بوجهها احد او يرد عليها بالصوت العالي نفسه وبالاسلوب ذاته، الذي لطالما ازعجها وارعبها… فلم تجد بدا من ايصال من يبرد عليهم قلوبهم التي اشتعلت قهرا وخوفا وهي ترى الكويت تشتعل في قلوبهم.
* لا تتردد لحظة في المشاركة بالانتخابات ولا تستسلم لحالة اليأس والاحباط…. فمشاركتك مهمة جدا، وصوتك هو الذي يمكن ان يعمل الفرق وينقلنا الى الكويت الحلوة.