كتاب سبر

فوبيا الغزل!!!!

هناك أناس لديهم فوبيا من كلمة غزل، ودائمًا يربطون بين الغزل والفحش في القول والبذاءة، والحقيقة أن الغزل من الكلمات التي حملت الكثير من المعاني وتنازعها الخصوم بين موسع ومضيق، وكلمة الغزل لو نظرنا إليها نظرة قاصرة وحكمنا عليها ابتداءً، فلن نستطيع إصابة الحقيقة؛ لأنها كلمة فضفاضة، فإذا أردنا أن نحكم عليها لابد أن ننظر إليها نظرة كلية تشمل الكلمة ومضمونها، فالحكم يكون على مضمون الغزل المراد فلو أتانا رجلان كل واحد منهم كتب نصا غزليا وأراد منا الحكم، وبعد أن نظرنا إلى نصوصهم وجدنا الأول مليء بالفحش والإمعان في وصف المفاتن، والآخر لا يعدو غزله عن محاكاة مشاعر النفس البشرية ولوجعها لألم الفراق والجفاء، لقلنا للأول خبت وخسرت، وقلنا للثاني أصبت وأجدت بالرغم من إزواء النصين تحت مظلة الغزل!!!!!
إذن الغزل لا يمدح ويذم إطلاقا دون النظر إلى المضمون، كما قال أهل العلم: “العبرة بمعاني الأشياء وحقائقها لا بمبانيها وألفاظها!!
وقد سبقنا إلى ذلك الأفاضل من المؤرخين وغيرهم من علمائنا، فهذا المؤرخ الفذ عماد الدين بن كثير يقول في كتابه البداية والنهاية معلقًا على قصيدة ابن زيدون الغزلية:
                                               بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا …. شوقا اليكم ولا جفت مآقينا
بقوله:
(وهي طويلة وفيها صنعة قوية مهيجة على البكاء لكل من قرأها أو سمعها؛ لأنه ما منا أحد الا فارق خلا او حبيبا او نسيبا ).
وكما قال الشاعر النجدي بن عثيمين – وهو غير العلامة الاصولي رحمه الله-:
                                          لا تلحني إن عصيت العاذلات فما ….. في الحب عار إذا لم يدن للتهم 
وبما اننا تكلمنا عن الغزل العفيف أود ان أضع بين أيديكم نصًا أحسبه من النصوص الغزلية العفيفة اتمنى ان ينال شيئا من استحسانكم!
(جفيت ونسيتك)
ما كنت اصدق اقدر فيـوم انسـاك
ليـن الليالـي عاونتـنـي ونسيـتـك 
ولا كنت احسب اني ابى اعوف طرياك
ليـن الليالـي مكنتـنـي وجفيـتـك 
اول اتـوق لشـوف زولـك ولقيـاك
واليوم انـا اللـي صـد لمـن لقيتـك 
واول عجزت اعيش من دون لامـاك
واليـوم عفـت امـر قـدام بيـتـك 
غشيتنـي واخفيـت عنـي نـوايـاك
وانـا الـذي بدمـوع عينـي بكيتـك 
ما كنت اظن اني من اكبر ضحايـاك
اليـن شفتـك تجحـد اللـي عطيتـك 
(علـم يجيـك وياصـلـك ويتـعـداك)
وليتك تعـرف العلـم لا جـاك ليتـك 
ماهو انا اللي تخدعه ضحكـة شفـاك
وتفـداه لا شفتـه بحـيـك وميـتـك 
هذاك قبل اعرفـك واعـرف خفايـاك
ايامهـا مـن مـاي عينـي سقيـتـك 
واليوم لا ادمحلك ولا اغفـر خطايـاك
واكبر دليـل انـي جفيـت ونسيتـك.. 
وسلامتكم
أخوكم
عبدالكريم دوخي المنيعي
تويتر:a_do5ys