أقلامهم

سعود السبيعي … ركلات في الملعب السوري لا تصيب الهدف

بعد سورية الثعبان الأميركي يطل برأسه على الخليج
سعود السبيعي 
أعلن النظام السوري رفضه للقرارات الصادرة من وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم قبل ايام في القاهرة واعتبرها انتهاكا لسيادة سورية الوطنية وتدخلا سافرا في شؤونها الداخلية وخرقا للاهداف التي انشئت الجامعة العربية من اجلها وللمادة الثامنة من ميثاقها، وهذا الاعلان الرافض ليس هو الاول ولن يكون الاخير.
 فالازمة السياسية في سورية ما كان لها ان تتضخم وتتطور الى هذا الحد لولا الاسلوب الخاطئ الذي اتبعته الدول العربية، وخصوصا الخليجية، في التعامل مع النظام السوري بفرض الوصاية عليه حيث اغفلت البناء النفسي الذي يقوم عليه نظام الحكم في سورية وتجاهلت قواعد علم النفس السياسي الذي يجب ان يكون منهجا للتعامل مع مشكلة سياسية في بلد بهذه التركيبة المعقدة والمتعددة الجذور، لذلك فالولايات المتحدة وأتباعها الفرنسيون والبريطانيون ادركوا متأخرا ان سورية ليست مصر او ليبيا فتراجعوا خطوة الى الوراء وقذفوا الكرة في ملعب الجامعة العربية فتلقفت الكرة دولة قطر وبادرت بقيادة الفريق العربي ولكن ركلاتها في كل مرة لا تصيب الهدف وتخرج «آوت» .
 ومن اخطاء الجامعة العربية انها ربطت الحل في سورية بضرورة رحيل النظام برمته واعتبرت وجود بشار الاسد ورجاله في الحكم هو المشكلة الرئيسية وعقبة الحل، واعتمد الاعلام العربي على وسيلتين لتأليب الشعب العربي والسوري ضد النظام، الوسيلة الاولى: تصويره على انه مسكون بشهوة سفك دماء شعبه، والثانية: انه نظام صفوي تابع لايران وكلما زادت المطالبة برحيل النظام وفقا لتلك الذرائع زاد رفضه وعناده لأي مبادرة اصلاحية تفرض عليه من الخارج باعتبارها كلمة حق يراد بها باطل وبات الجميع يعرف ويدرك تماما ان اسقاط النظام السوري مقدم على الاصلاح في سورية وبات معلوما ان المجتمع الدولي لن يقبل اي مبادرة اصلاح من نظام بشار الاسد مهما كانت اهميتها، فالاصلاح من وجهة نظرهم هو الهدم ومن ثم البناء. في اعتقادي ان الامر بهذه الصورة لن يزيد الحال الا سوءا فحقن دماء السوريين اهم بكثير من حلول لا تأتي الا بمزيد من سفك الدماء ومادام النظام تعهد باجراء اصلاحات دستورية واسعة فما الضير في ان ننتظر لنرى مدى مصداقية النظام السوري في تطبيق ما وعد به، فالشعب يريد العنب لا قتل الناطور، فلا يرحل الاسد ولا يفنى الشعب، فرحيل النظام امر تقرره الممارسة الديموقراطية لا الدبابة الاميركية، فالثعبان الاميركي بدأ يتمدد في العالم العربي فهو يطل برأسه على دول الخليج.