كتاب سبر

التجنيد الإلزامي أفراح ومآسي!!!!

من الأمور التي توارثها العرب وأقرها وحث عليها الإسلام هي تعلم فنون القتال، فالعرب قديما تقول: (القتل أنفى للقتل) فلغة القوة هي اللغة التي كانت سائدة في الجاهلية والضعيف لا مكان له بين الرجال ، لذلك حرص العرب على تعليم أبنائهم فنون القتال منذ نعومة أظفارهم ليتمكنوا من مزاحمة الرجال على مقاعد الشجاعة والإباء!!!
وجاء الإسلام كذلك بالحث على تعليم الأبناء فنون القتال، كما قال جل وعلا:(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) وقال عمر الفاروق رضي الله عنه: (علموا أولادكم الرماية وركوب الخيل والسباحة) وحث الاسلام على هذه الامور لما فيها من اعداد للامة لتأدية رسالتها الخالدة للامم الاخرى دون عوائق تعوق هذه المسيرة المباركة، فعندما توصد أمامك ابواب اللين والرفق لا تجد مخرجا إلا القوة والشدة، وعندما تجد الأسنة هي المراكب لنيل العز والكرامة فما حيلتك حينئذ إلا ركوبها!!!
تردد في وسائل الإعلام في الآونة الاخيرة خبر عن نية الحكومة في تطبيق قانون التجنيد الالزامي ،وفي الحقيقة انني  استبرت بهذا الخبر وفرحت به وفي الوقت نفسه استأت منه وحزنت له !!!!!
أما فرحي واستبشاري بهذا الخبر، فكان نابعًا عن علمي لما يعكسه التجنيد الإلزامي على نفسية الشباب وعلى شخصياتهم من خير وتقويم لسلوكياتهم، فالتجنيد الإلزامي يجعل الشباب أكثر جدية في التعامل مع الأحداث ويجعل الشباب أكثر التزاما في مسؤولياتهم واحتراما للوقت والمواعيد، وقد رأينا هذا في الأجيال التي أدركها قانون التجنيد الالزامي، فقد كانوا اكثر خشونة وتحملاً للمسؤولية من الأجيال التي لم يدركها القانون، ولم نر في الأجيال السابقة الشباب يلبسون القلائد واقراط النساء كما هو حال بعض الشباب اليوم -هداه الله- ولم نر فيهم كذلك أعدادًا كبيرة من (الجنس الثالث أجلكم الله) والعجيب أن بعض الفتيات لمست انعدام الرجولة عند بعض الشباب فسعت لتغطي هذا النقص وتلعب دور الرجل فظهر لدينا (جنس رابع-البويه-اجلكم الله)!!!!
من أسباب استبشاري بهذا الخبر كذلك ان التجنيد الالزامي يعزز من الجهبة الدفاعية للدولة اذا حصل -لا قدر الله مكروه- فعندما تقاتل بنصف الشعب لا يكون حالك كحالك وانت تقاتل بأعداد قد لا تصل الى ربع الشعب !!!.
والحقيقة ان المناخ والاجواء الاقليمية تتطلب منا اكثر جدية في تكوين القوة العسكرية ،فالجنيد الالزامي يساهم بشكل كبير في ذلك ،ليس كما هو الحال اليوم نستجدي السلام والتسامح من الدول التي لم تبدي نحونا إلا النوايا السيئة، وقديما قال أمير الشعراء:
                                        والشر إن تلقه بالخير ضقت به …. ذرعًا وإن تلقه بالشر ينحسم!!!
وأما أسباب استيائي لهذا الخبر فأمور خارجية عن مقصود التجنيد من تقوية الجبهة الدفاعية للدولة:
أولها: مع الأسف إجبار العسكريين وإكراههم على حلق لحاهم، وهذا والله قمة الخذلان من الله ان تجد بلدًا إسلاميًا ويقع هذا البلد في مهد العالم الإسلامي في جزيرة العرب التي ينظر إليها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها نظرة القدوة والقائد تسن هكذا قوانين تنادي على نفسها بمناهظة أمر الله جل وعلا، ورسوله صلى الله عليه وسلم!!!!
فحلق اللحية إضافة على إنه يخالف القانون في حرية التدين هو سبب من الأسباب التي تجلب الانتكاسه، فالصحابة رضي الله عنهم عندما أعجبوا بكثرتهم يوم حنين لم يقدر الله لهم النصر عقابًا على ذنب العجب فكيف بجيش يستهل أوامره العسكرية بحلق اللحية!!!!
من الأمور التي أثارت حفيظتي تجاه قانون التجنيد هو ما تردد من إرادة الحكومة على إقحام النساء في هذا القانون كذلك، وهذا الأمر علاوة على أنه مخالفة شرعية – لما يترتب عليه من مفاسد لا يعلمها إلا الله – يسهم في تعزيز ظاهرة – البويات والفتيات المسترجلات- ونحن اليوم نحاول جاهدين إقناع -الجنس الثالث والرابع- على الرضى بما قسمه الله لهم ونرجع هوياتهم إلى نصابها!!!!فإذا بحكومتنا الرشيدة تريد مضاعفة الأعداد لنا ولا حول ولا قوة الا بالله!!!!
 
عبدالكريم دوخي المنيعي 
كلية الشريعة – فقه واصوله
تويتر:do5y