حكومة.. «جيكرة.. وصوتها حلو»
ذعار الرشيدي
لا أعرف السر العلمي وراء أن كل «متينة» لابد أن تتمتع بصوت ملائكي أخاذ وخاصة عبر الهاتف، وعلى العكس، وإن كان ليس بقاعدة عامة، تجد ان الجميلة الرشيقة صوتها «مش ولابد» وأحيانا تصاحبه بحة، وهذه الحالات من تناقض الشكل والصوت لا يعرفها سوى شخصين إما موظف بدالة أو «مغازلچي» على كل، أجد ان هذا التضاد في الشكل والصوت، ليس ببعيد عن حكوماتنا، فكلما كانت الحكومة تتمتع بقبح سياسي واضح وفساد وترهل شديد في كيانها جاء صوتها – عبر بياناتها الأسبوعية – ليّنا هادئا حتى تكاد تجزم أنها تقرأ على مسامعنا الفاتحة وليس بيانا وزاريا، تعد بالرواتب والكوادر وتنصح وتطلب باللين وتخاطب باسم الشعب، ومع البيان اللين يرسلون إلينا صورة لمجموعة من الوزراء مبتسمين من الخد الى الخد وكأنهم قد سمعوا للتو نكتة طريفة.
أما إذا كانت الحكومة تتمتع بجمال تطبيق القانون وتؤدي ما هو مناط بها فتجد في لهجتها قسوة ونبرة حادة للمواجهة سواء كان ما تواجهه اضطرابا في الشارع السياسي أو سؤالا برلمانيا أو تهمة أو حتى استجوابا، وتأتي بياناتها هادئة هدوء الماء.
لذا وحتى نعرف كيف سيكون شكل حكومتنا القادمة بعد هذه الانتخابات علينا ان ننتبه الى صوتها عبر أول وثاني بيان تصدره، فإذا جاء يتحدث عن دغدغة المشاعر عبر الزيادات ووجدتم انها تتلطف في لغتها فاعلموا انها ستكون حكومة «جكر سياسي» ومن الدرجة الأولى.
كذلك أمر اللين في استخدام العبارات والوعود إذا ما جاءت على لسان أي مرشح وتجدون انه يتكلم فيما يدغدغ المشاعر من رواتب وزيادات ورفاه، فاعلموا انه مرشح «قبيح النية».
توضيح الواضح: من السهل جدا أن تكشف «الجيكرة» عبر الهاتف، خاصة إذا ما سألتها عن شكلها فإن قالت لك «الجمال مو كل شيء» أو «الجمال جمال الروح» فاعلم انها جيكرة، فكل من يستخدم الديبلوماسية ليجيبك عن سؤال ما اعلم انه يخفي نيته الحقيقية، أو يكذب، وفي الحالتين أليس هذا ما يفعله عامة رجال السياسة سواء كانوا نوابا أو وزراء؟.. متى صدقوا معنا أصلا، ومتى قالوا الحقيقة لنا؟ وحتى لا نكون «حطبة دامة» في بلدنا علينا ان نصوت لمن نعتقد أنه الأقل كذبا من بين المرشحين.

أضف تعليق