كتاب سبر

في مقال خص به ((سبر))
النائب السابق عبدالله عكاش يتحدث عن التعددية في الإسلام

مهلا أيها الخائفون..التعددية قاعدة إسلامية 
التعددية في المجتمع سنة كونية أصّلها الإسلام قبل ظهور النظريات العلمانية والليبرالية وبشهادة  مفكري الغرب كما سنستشهد بقول أحدهم ، لكن يجدر بنا أولا أن نذكر بعض آيات القرآن التي لا تحتاج إلى طول نظر لفهم معنى التعددية من حروفها المباركة ، قال تعالى : (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) “هود”. 
وقال عز وجل : ( ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن ذلك لآيات للعالمين) “الروم”.
فالتعددية هي التسليم بهذا الاختلاف والإذعان لهذه السنة الكونية للتعايش بين المجتمع الواحد فالأمر لا مفر منه، ولهذا أقره الإسلام وحرص عليه ووصى به، قال تعالى: (( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )) البقرة ((ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظًا وماأنت عليهم بوكيل )). 
فالنبي محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم أسس هذا التعدد والاختلاف عمليًا وواقعياً في مجتمعه؛ فتحاور مع النصارى واليهود وتعايش معهم ((اليهود أمة منا)) وتعامل مع المخالفين معه من المشركين والمنافقين ((وإن يقولوا تسمع لقولهم )) هذا للمنافقين؛ فكان نهجه التعامل مع الجميع والتعايش السلمي وفق المبادئ الأساسية للإسلام، وهذا سر من أسرار انتشار الإسلام في العالم، فالتعددية ظاهرة طبيعية قائمة وواقعة في كل المجتمعات.
يقول المؤرخ الفرنسي (( جوستاف لوبون )) (( رأينا من آي القرآن أنّ مسامحة محمد لليهود والنصارى كانت عظيمة إلى الغاية، وأنه لم يقل بمثلها مؤسسو الأديان التي ظهرت قبله كاليهودية والنصرانية على وجه الخصوص )) وكلام الغرب كثير عن سماحة الإسلام وأن الكل يعيش بين حناييه. 
فكلما كان هناك تعايش سلمي مبني على الحرية والكرامة وقبول الآخر سوف تجد الإسلام هو السيد المتمكن في الساحة وليس غيره. 
وأما ما نلاحطه من الذين يشوهون صورة الإسلام برفض الآخر والتسلط عليه فهم أبعد الناس عن فهمه وأخلاقه والتاريخ شاهد على ذلك. 
وكذلك من بعض الدعاة الذين لا هم لهم إلا الطعن والشتم والتهكم وعدم قبول الآخر فهو خلاف لنهج رسولنا في التعايش مع الغير.