آراؤهم

شام الهوى وهلا فبراير!

لن أكتب مقدمة عن سوريا وما يحدث فيها من مجازر و جرائم.. فلا أظن أحدًا يجهل ما يحصل في أراضيها من ظلم و ظليمة! لن أكرر ما ذكرته في مقالي السابق.. فالموضوع لن ينفع معه مبدأ التكرار يعلم الشطار! ولن أنادي أو أستنجد بمن يفترض فيهم الفزعة دونما طلب! ففي حالات غياب الشعور او الضمائر لا يكون لنا منجى سوى الله وحده السميع العليم.. مقالي هذا سأصنفه كبيان استنكارليس إلا!
نعم أنا كويتية حتى النخاع.. شعرتُ بمسؤليتي طوال فترة الانتخابات وفزعتُ يوم الانتخاب لأصوّت للقوي الأمين.. نعم أغضب كلما شاهدت مشهداً تترجمه أنواع الفساد والمفسدين! أنا في بلدي أُستثارُ غيظاً كلما شممتُ رائحة فتنة أو ظلم او عنصرية! 
وطنيتي تحتم عليّ قول الحق.. ومع الحق لا استحقاق للباطل!.. فجر الأمس تصاعدت أدعية المسلمين كافة لتُخْلِصْ الدعاء لمن هم أحوج إليها في سوريا المنكوبة.. تعالت أصواتنا استنكارا لما يقوم به النظام الجائر الظالم لشعب أعزل لا يملك سوى كونه شامياً يعيش على ارضها!
همّمْتُ أنا و كثيرون غيري لترجمة اعتراضنا في وسائل التواصل الإجتماعي بأنواعها.. فاتحدت مشاعرنا الغاضبة إزاء ما يحدث بأدعية على من لا يخاف الله في شعبه!!
الدعاء بحولٍ من الله وقوته سيستجاب.. لكنني أشعر أن الدعاء وحده يعد تقصيراً .. خُلْقتي كـ ” إنسان ” – (((( مسلم)))) – يجعلني فطرياً أشعر برغبة عارمة للمساندة بأي وسيلة.. فطرياً يجعلني أشعر بالخزي والعار كلما قهقهتُ ضاحكة او ابتسمتُ فرحة في ظل أجواء الفزع والرهبة التي يعيش بها اخواني في سوريا!!
وفي أثناء تعايشي للحظات تأنيب الضمير تلك أُفاجأ باحتفاليات مهرجان “هلا فبراير” الذي بدأ فعاليته ظهر أمس؟؟؟!!! أين نحن إذاً من الإسلام والمسلمين؟؟؟ كيف نجرؤ على الاحتفال في وقت تُباد فيه الشام؟؟ كيف؟
ما مفهوم الفزعة يالرجاجيل؟؟ أفيدوني بارك الله فيكم.. علموني.. فهمووني.. نوروني رحم الله والديكم!! كيف لك عين تنام ولك اخوان لا ينامون ؟؟
ربااااه.. نحن في زمن خطير يا أمة محمد! عداك عن زمن الرويبضة الذي نعيشه؛ لتضيع فيه ذمم الناس و ضمائرهم..
صرنا في زمن استباحة الدماء والأنفس.. حتى مشاهد القتل صارت للأغلبية صوراً عادية مكررة!!
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا..
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا..
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا..

تهاني الرفاعي
www.QanoonKw.com